الأحد، 2 سبتمبر 2012

مسرحية مثلث برمودا


يلقي الضوء على كثير من قضايانا
"مثلث برمودا"...آنات الواقع الكويتي بين آضلاع الرعب
·       جوانب كوميدية صارخة نجح المسلم في ربط وضبط إيقاعاتها
·       الديكور والمؤثرات الصوتية نجحا في إبهار المشاهد والإستعراض إبداع
·       الردهان الحصان الرابح وعودة محمودة للشراح والبلام فقد الكثير
ياسر صديق
إستطاع الفنان عبد العزيز المسلم ومجموعة السلامة الإعلامية أن يحافظا على الصدارة خلال موسم عيد الفطر المسرحي والأيام التي تلتها من خلال مسرحية "مثلث برمودا" ، وجذب المسلم الجمهور إلى شباك التذاكر من خلال إيقاع العمل السريع المتلاحق الذي يناسب الواقع الذي نعيشه وإن كان العمل قد عابه بعد المط والتطويل في حين ظل بريق الأداء يسطع على خشبة المسرح طوال الثلاث ساعات وهي مدة عرض المسرحية.
"مثلث برمودا" مسرحية تدخل ضمن نطاق مسرح الرعب الذي يجيد المسلم اللعب على أوتاره والتفنن في إدخال كل جديد عليه ، ونستطيع القول أن المؤثرات الصوتية والخدع البصرية والموسيقى التي كان تهدر طوال الوقت قد أدخلت المشاهد في جو من الإثارة تحسب للعمل .

المسرحية نجحت بإمتياز في الغوص داخل مشاكل المجتمع الكويتي من خلال قصة طائرة الخطول الكويتية التي تخترق مثلت برمودا الشهير الذي طالما تكلمت عنه الحكايات بصورة مرعبة عن إختفاء الطائرات التي حلقت في مجاله ، لتسقط الطائرة على أرض برمودا ويعيش ركابها حالة من الرعب الذي لا ينتهي ، وبين الركاب يدور الجدال حول سوء أوضاء شركة الطيران الكويتية والتي أوصلت ركابها إلى هذه الحالة ، ليبرز خلاف وجدال أخر بين وزير على متن الطائرة وإقتراحه أن يشكل لجنة لبحث الأزمة فيعارضه أحد أعضاء مجلس الأمة ويحرض الركاب على إقتحام كابينة الطيار بحجة أنهم يملكون "الإرادة" لذلك.
وبين مدلولية نصيحة الوزير بتشكيل لجنة لبحث أمر يتطلب التحرك السريع والفوري وتهور المعارض في مجلس الأمة والطيار "نعيم" الذي يحاول أن يضع الحلول للخروج من المحنة تتشكل جوانب كوميدية صارخة نجح المسلم في ربط وضبط إيقاعاتها على المشاكل الكويتية اليومية كحالات الطلاق المنتشرة في المجتمع وسوء أحوال التعليم وخلاف المجلس مع الحكومة التي تتشكل وتحل أكثر من مرة خلال عام واحد.

الديكور والمؤثرات الصوتية
علينا أن نجزم ونعطي التحية للقائم على ديكور "مثلث برمودا" ، فالواضح أن العمل تكلف ديكورات على أعلى مستوى ، والقناعة التي ترسبت داخل المشاهد قطعت كل شك حول ذلك ، ولعبت المؤثرات الصوتية على وتر الإبهار والرعب خاصة داخل قلوب الأطفال الذي حضروا مع ذويهم وهم يشاهدون الكومبارس يتحركون في صورة أشباح بين الجمهور وهو ما أعطى الكثير من المصداقية على العمل.
الإستعراض
نجحت الإستعراضات التي قدمت خلال العرض أن تعبر عن مضمون المسرحية ككل ساعدها في ذلك الديكور المقنع والمنظومة المتكاملة للعمل ، وإن كان يعيبها عدم ضبط حركة الراقصين مع بعضهم البعض بما يكفي.
الأداء
المسلم : أخطبوط وفنان مسرحي لا يشق له غبار وكعادته لديه قدرة خاطفة على جذب السمع والبصر بمجرد دخوله إلى المسرح...سكتاته وآناته ونظراته كانت في كثير من الأحيان أكثر قدرة على الإضحاك من النص المكتوب خاصة وأن شخصية الطيار "نعيم" التي قدمها قماشتها عريضة وتتحمل الكثير من التجويد الإبداعي.
الردهان: أيقونة العمل والحصان الرابح وضابط إيقاع المسرحية ككل ، صوته الأجش الجاذب وكلماته التي كان يلقيها بدون إفتعال وإيقاع حركته السريعة على الرغم من جسده الممتليء كان "الماستر سين" لنجاح كل مشهد ظهر فيه.

الشراح: كانت الممثلة إنتصار الشراح قد صرحت في المؤتمر الخاص بمسرحية "مثلث برمودا" أن العمل يمثل عودة جديدة بالنسبة لها من خلال مسرح المسلم وأنا أرى أنها أصابت في القول ...الشراح نسمة كوميدية ظللت على مثلث الرعب فحولته إلى واحة للضحك والمشاهد التي جمعت بينها وبين مشاري البلام كانت بهجة كوميدية بإمضاء الشراح.
البلام: فقد الكثير من طاقته الإبداعية وأظن أن قدرة الشراح الكوميدية اللامحدودة أفقدته كثير من جاذبيته المسرحية ، كما أضاع الكثير من طاقته في الضحك على إفيهات زملائه .
شرح الصور:تصوير محمد لطفي
·       مشهد ضاحك من مثلث برمودا
·       أبطال برمودا صنعون مركب النجاه
·       الردهان والبلوشي والشايع الشراح والمسلم يحيون الجمهور في نهاية العرض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق