السبت، 5 نوفمبر 2011

كف القمر


يعد الأنجح والأبرع في تاريخ مخرج العمل
"كف القمر" ...رحلة لم الشمل في كل زمان
ياسر صديق
يعد عيد الآضحى المبارك هذا العام هو موسم التصالح والربيع السينمائي بين شركة السينما الكويتية والمخرج خالد يوسف وهما اللذان كانا في حالة قطيعة كاملة طيلة الإعوام السابقة عللت شركة السينما الكويتية السبب وراء ذلك إلى الجرعة الدسمة من المشاهدة الجريئة والفاضحة التي إشتهرت بها أفلام خالد يوسف وأرجع هو السبب وراء القطيعة إلى مقص الرقيب الذي يبتر أجزاء كبيرة من الفيلم فيفقد الفيلم مضمونه ويصبح بلا رسالة تقريبا ، ولكن في هذا الموسم تفاجئنا بعرض فيلمه "كف القمر" ضمن أفلام العيد والأعجب والأغرب أن الرقابة لم تحذف تقريبا أيا من مشاهد الفيلم!!!.
"كف القمر" إسم يرمز إلى الأم "قمر" تلك المرأة الصعيدية الصبورة القوية والكف هنا نكاية عن أبنائها الخمسة والذي يمثل كل واحد منهم أصبع من يدها ، يبدأ الفيلم بمشهد للأم العجوز التي اعياها مرض السكر ويكاد يكون قد أفقدها بصرها وأولادها قد هجروا البلدة ونزحوا إلى مصر بحثا عن الرزق فيستغل اللصوص ذلك فيسطون كل ليلة على البيت يسرقون منه شيئا حتى صاروا ينقبون الجدران والمرأة لا حول لها ولا قوة إلى أن تسقط في اغماءة جراء كومة سكر.

وبطريقة "الفلاش باك" التي يجيد خالد يوسف حبكتها تعود الأحداث إلى وقت أن كانت "قمر" زوجة شابة تجلس في إنتظار عودة زوجها "القط" من الجبل حيث يقبع هناك ينقب عن الأثار والذهب وبعد أن يعثر عليه يأتي تاجر ومهرب أثار كبير فيقتله ويسرق الآثار والذهب ليعيش أكبر أبنائه الخمسة في رحلة بحث بلا كلل عن قاتل أبيه.

تبدأ "قمر" وهي وأولادها الخمسة الصغار في بناء البيت حسب وصية الأب القتيل ويكبر الفتيان وتكبر معهم أحلامهم خاصة "زكري" الكبير والذي تتمحور أحلامه في زواجه من حبيبته التي يرفض أبوها زواجهما أكثر من مرة بسبب فقره ويهدد الأب بقتل "زكري" إذا عاود طلب يد إبنته ويزوجها لرجل أخر.
تخشى "قمر" على أولادها خاصة بعد أن ساومها والد حبيبة "زكري" على بيع أرضها فتقرر إرسالهم إلى مصر مع أخيها ليعملوا هناك ويعود فيكملوا بناء البيت وتوصي الكبير"زكري" على أخوته كي يعودوا كفا واحدة كما ذهبوا خمسة لا ينقص منهم واحد.
يذهب الأولاد إلى مصر ويعمل كل منهم في مهنة مختلفة فـ"جودة" يعمل في مقهى و "ضاحي" يعمل بائع خضراوات متجول و"ياسين" يعمل في محل بيع شرائط كاسيت و"زكري" يعمل عامل بناء وفي الخفاء يتاجر مع خاله في تجارة السلاح والآخر يعمل في محل عصائر.

وعن طريق عامل محلوجي في السكك الحديدية يرشد "زكري" عن مكان قاتل أبيه الذي سيأتي مستقلا أحد القطارات القادمة إلى الصعيد لينجح "زكري" في قتل الرجل والثأر لأبيه في الوقت الذي تطلق فيه حبيبته من زوجها بعد أن مات إبنها من زوجها بسبب إهماله وكرهها لطفل  جاء من رجل أخر غير "زكري" فيودعها أبوها مستشفى الأمراض العقلية فيذهب ضاحي وبمساعدة العاملين في المستشفى ينجح في الزواج منها ويأخذها معه إلى مصر ، ويعلم أهل حبيبته بما فعل فيخطفون أمه "قمر" رهينة حتى يرجع الفتاة إليهم فيعود بها ليفك أسر أمه ويفترق الحبيبن والزوجة تحمل في أحشائها طفلا.

وفي مصر يتفرق الأخوة الخمسة والأربعة يرجعون سبب تلك الفرقة إلى "زكري" ، وتمرض "قمر" مرض الموت وتطلب من إبنها الأكبر أن يأتيها بباقي الكف خاصة بس أن تفشت الغرغرينه في يدها وتم بترها بأمر الطبيب ، ويذهب ضاحي في رحلة لم الشمل ويفشل في جمع إخوته حوله ليعود إلى أمه فتسأله عن أخوته ..وتموت...وفي مراسم الدفن يتجمع الأخوة مرة أخرى ليبدأوا رحلة بناء البيت الذي أوصاهم أبوهم قديما ببنائه وتعود الزوجة وإبنتها إلى "زكري"
الفيلم يعد أروع أفلام خالد يوسف على الإطلاق فلقد خلع عنه ثوب المشاهد الجنسية الفجة وأرتدى ثوب الأفلام ذات البعد والمغزى فنجح في ذلك تماما وكأن "كف القمر" بداية سينمائية جديدة لمخرج كان من أول من خرجوا دفاعا عن ثورة 25 يناير والتي يبدو أنها قد شكلت وجدانه من جديد.
خالد صالح في دور "زكري" كعادته ممثل من العيار الثقيل يعرف كيف يمسك بتلابيب الشخصية ويغزل منها طريقة أداء تجعله متفردا مختلفا دائما.
غادة عبد الرازق في دور حبيبة "زكري" لا شك أنها ممثلة قوية أجادت أداء الشخصية المعقدة بشكل رائع.
هيثم زكي في دور "ياسين" ظلمناه عندما وضعناه في مقارنة ظالمة مجحفة مع أبيه العبقري الراحل أحمد زكي ، هيثم كان مجتهدا بارعا أدى الشخصية بخفة وبراعة تجعلنا نتنبأ له بمستقبل واعد.
وفاء عامر في دور "قمر" هي الحصان الأسود الرابح في الفيلم فلقد كانت مفاجأة بحق في درجة إجادتها لنطق اللهجة الصعيدية وأداء المرأة العجوز ، وفاء عامر نجح خالد يوسف في وضعها على طريق النجمة العالمية في أدئها.
لا يفوتنا أن نلفت إلى أن الأغنيات التي صاحبت مقدمة الفيلم وخلال الأحداث وفي مشهد النهاية كانت شريك أصيل في تميز الفيلم ونجاحه.
"كف القمر" بطولة خالد صالح وغادة عبد الرازق ووفاء عامر وجومانة مراد وحسن الرداد وهيثم زكي تأليف ناصر عبد الرحمن وإخراج خالد يوسف، والفيلم يعرض في دور العرض السينمائي في الكويت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق