السبت، 15 أكتوبر 2011

ربك لما يريد


نعم...ربك لما يريد..إرادة الله فوق كل إرادة...عندما تخرج الأمور عن السيطرة... في حب...في فراق...في لوعة...في ظلم...في قول حق..عندئذ كلمة الله هي العليا فلا تعلو فوقها كلمة ولا يدنو منها قول أخر...ولكن ...لا تضع يدك في الرمال وتقول يد الله فوق ايدي الجميع...إعمل...جاهد...ثابر...قاتل...ناضل...من أجل نفسك..ومن أجل من تحب...أصرخ...حاول...إفشل ...إنجح...المهم أن تعمل...فالخوف هو قمة الخذلان وقمة الهوان... بل إنه ليس من القمة في شيء..أنه الإنحدار الكامل...لا تجبن وتختبيء وتتخفى وتبتعد وتقول..ربك لما يريد...فإن أراد الله فأنت لم ترد...أن كنت قطعت عهدا او لفظت وعدا أو تمنيت يوما...فأعمل ما عليك ...وأجتهد وبعدها...قل...ربك لما يريد......هل تفهم؟؟ هل تستوعب؟؟ هل تفكر؟؟؟؟؟؟؟.....................أشك فالخوف إحساس جبان أظنه قد سيطر عليك.....الخوف من كل شيء...وأخر ما يستحقه المرء في حياته......رفيق جبان.

مقهى المساء

قصر مدة العرض كانت أكثر عيوبه
"مقهى المساء" ...عندما يكون للإنتظار أوجاع
ياسر صديق
قدمت فرقة الجيل الواعي مسرحيتها "مقهى المساء" ، على مسرح الدسمة وذلك ضمن مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته الثامنة .
لابد لك أن تحبس أنفاسك قليلا مع بداية العرض وخاصة عندما يحل الظلام المعتاد ، لا سيما وأن العرض يبدأ بإستعراض آخاذ حزين يشبه ما يقدم في عرض التنورة المصرية الشهيرة.

"مقهى المساء" تروي قصة أم تجلس منذ فترة طويلة على مقهى قديم في محطة قطار في إنتظار عودة إبنها الغائب منذ زمن ويدور بينها وبين عامل المقهى حوارا تشرح فيه معاناتها وطول إنتظارها وحبها لولدها الوحيد في سرد حزين وشيق وقفشات  كوميدية من غلام المقهى والتي خففت كثيرا من جو الحزن الغالب على العمل.

يأتي غريب مسافر لاجئا إلى المقهى في إنتظار القطار القادم ، يجلس عصبيا متعكر المزاج يطلب بعض القهوة فيحاول عامل المقهى مداعبته  فلا يجد لمداعبته صدى لدى الرجل ، ويدور بين الأم والغريب حوار تحاول فيه معرفة إذا كان هذا يعرف شيئا عن ولدها دون جدوى ويثور الغريب على الإبن الذي ترك أمه على حالها هكذا وسافر دون أن يسأل عنها مرة واحدة ، فتغضب الأم وتحتد على الغريب ويتدخل عامل المقهى مخففا من حدة الشجار بقفشاته الكوميدية.
يستشعر الغريب أنه قسى على الأم العجوز فيحاول التخفيف عنها فيدخل معها في حوار يعطيها بعض الأمل الذي يفتقده هو ، ويقع بصره على صندوق خطابات قديم مهمل فيفتحه ليجد أكثر من خطاب وضع بداخله لم يصل إلى أصحابه وأصحابه لم يستدلوا عليه في مشهد ختامي موسيقي دراماتيكي حزين.

قصر مدة العرض كانت أكثر عيوبه حتى أننا أحسسنا أنها قصة مبتورة وغير مكتملة وفوجئنا بالممثلين يخرجون لتحية الجمهور دون أن نفهم متى وكيف إنتهى العرض ، الإستعراضات كانت موفقة إلى حد كبير فالشموع والملابس البيضاء عمقت من مشاعر الحزن والغربة والفراق.
عامل المقهى سيطر بشكل كامل على العرض بأدائه الواثق وخفة ظله وقفشاته الكوميدية ، والعجوز ساعدها المكياج كثيرا وجاء أدائها نمطيا بعض الشيء ، أم الغريب المسافر فكان متلعثما مرتبكا وكان أدائه أقل من المنتظر.
"مقهى المسافر" بطولة سعود القطان "عامل المقهى ، وهبة العيدان "العجوز" وأحمد ريان "الغريب" وتأليف شريف صالح في ثاني تجاربه القصصية وإخراج علي الششتري.

الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

الطبل والطارة

تطرح قضية الصراع الآزلي بين الخير والشر
"الطبل والطارة" الشيطان يرقص على أوجاع المحبين
·       الشيطان يري في عمق المشاعر إنحطاط أدمي رخيص
·       ينقلب السحر على الساحر وتسقط الشيطانة صريعة الحب
·       الحب سلطان القلوب وهو الحاكم بين الخير والشر
ياسر صديق
ضمن فعاليات مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته الثامنه ، وخارج المسابقة الرسمية قدم الوفد المسرحي القطري مسرحية "الطبل والطارة" على مسرح الدسمة .
"الطبل والطارة" يناقش قضية الصراع الآزلي بين الخير والشر ولكن من منظور موسيقي بحت ، فالخير الذي تمثله آلات الموسيقى والشر الذي يتجسد بكل أبعاده في الشيطان ورفيقته الجنية جسدوا على خشبة المسرح كيف يكون الحب هو الفيصل والحاكم والآمر والناهي بين صراع المخلوقات.

تفريق الطبل عن الطارة والوقوع في الفخ
تأخذنا المسرحية إلى العوالم السفلية...هناك...حيث يقبع إبليس مع عشيقته الشيطانة يرقبون تصرفات البشر الذين يلقبونهم بـ"عفن الطين" إستحقارا وإستخفافا وتفاخرا بنسبهم الناري الجهنمي ، ويشهدون قصة حب تولد بين طبل وطارة ، وعلى دقات الطبل ونقرات الطارة تدشن قصة الحب السرمدية ، فيعمل إبليس على التفريق بينهما بإدخال غريم للطبل كي يفسد ما بين العشيقين ، والغريم هو آلة العود الذي يخترق دنيا الحبيبين مشتتا ما بينهما وطاردا التوحد المثالي الذي جمعهما وينجح في خطف قلب الطارة وإهتمامها فتدير ظهرها للطبل وتبادل العود حبا بحب وعشقا بعشق.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وينقلب السحر على الساحر ، وتقع الشيطانة في حب العود أيضا وتنقلب حياتها رأسا على عقب ، يمرضها الحب ويكوي قلبها ويدمي مشاعرها ، وتتخلي عن كل جبروتها الشيطاني من أجل من أحبت ويحاول إبليس إقصاءها عن تلك المشاعر الآدمية الإنسانية التي يراها ضعفا وتخاذلا وذلا ولكن دون جدوى.

معاناة الشيطانة العاشقة
تعاني الشيطانة إنصراف العود عنها وإنشغاله بحبيبته الطارة ويمرضها الحب وتظل تبث شكواها وعذابها وسط غضب إبليس وإستهزائه بمشاعرها الآدمية ، فتقرر الشيطانة التفريق بين الحبيبين فتعيد الطبل كي يخطف الطارة ويقع العود حزينا على فراق من أحب ، وترى الجنية أن الفرصة أصبحت مهيأة والقلب أصبح خاليا والطريق ممهدا لقلب العود فتتقرب منه فيعرض عنها حزنا وكمدا على حبيبته فلا تجد الجنية جدوى من مطاردته فتعيد الحبيبة إلى الحبيب لتدق الطارة من جديد ويعزف العود مجددا رافعين إسم الحب الذي هو وحده قادرا على هزيمة الشياطين .
عرض "الطبل الطارة" عابه فكرته التي جاءت مبهمة ومتخبطة في كثير من الأحيان وتكرار أغلب جمل الحوار أصاب الجمهور بالكثير من الملل ناهيك عن حالة نواح الشيطانة والتي أفرد لها المخرج أغلب مدة العرض جعل الجمهور غير منسجم مع المسرحية ناهيك عن الرقصات الإستعراضية التي كانت عشوائية وغير مدروسة ، ولكن يحسب للمخرج قدرته البديعة على التحكم في الإضاءة وتوظيفها بشكل بارع في خدمة حالة الضعف والقوة والإنكسار للممثلين.

"الطبل والطارة" تأليف وإخراج حمد الرميحي وبطولة فاطمة الشروقي وعلى الشرشني وأمينة الوكيل وفيصل الرشيد ورجاء إسماعيل .
يذكر أنه عقب إنتهاء العرض المسرحي عقدت حلقة نقاشية عن المسرحية قام فيها النقاد بتوجيه نقد لاذع للمخرج حمد الرميحي في حين أثنوا على أداء الممثلين.

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

أنشودة ويبقى الوطن

عرض يشرح كيف يكون الإنتماء
"ويبقى الوطن" بانوراما في حب الوطن قدمها شباب الأكاديمية
·       داود حسين داعب الجمهور مطالبا بغلق الهواتف النقالة
·       بريق خالد أمين ويعقوب عبدلله زاد من براعة إستهلال العرض
·       حركات وإيقاعات مدروسة على الخشبة وأداء بارع من شباب الممثلين
·       العمل يدعو إلى نبد الفرقة والطائفية والعمل من أجل الوطن
ياسر صديق
ضمن فعاليات مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته الثامنة والذي يستمر من 9 حتى 22 أكتوبر 2011 وتحت رعاية الهيئة العامة للشباب والرياضة وبحضور رئيس مجلس الإدارة والمدير العام اللواء متقاعد فيصل الجزاف ، قام الفنان داود حسين بالتقديم والتنويه عن العرض المسرحي "ويبقى الوطن" الذي قدمته فرقة أكاديمية الشباب على مسرح كيفان في ثاني أيام المهرجان، وداعب الجمهور مطالبا إياهم بضرورة غلق الهواتف النقالة حتى يستمتعوا بالعرض.



الوطن مو كيكة تتقاسموها
"ويبقى الوطن" كلمات غير مرسلة ، بل موجهة بعناية إلى قلبك ، بل إلى قلب الوطن ، كلمات تم غزلها في براعة وحنكة ليست بجديدة على مؤلف بحجم بدر محارب ، العرض يبدأ بكلمات تشرح معنى حب الوطن الذي لا يقاس بالكلمات ولكن يوزن بالإفعال ، نجوم الفن شاركوا في العرض بشكل مبهر ، الفنان يعقوب عبد الله قدم شخصية الموظف المتفاني الذي يجد ويتعب في عمله حبا في وطنه لتذهب المكافأت والترقيات إلى الأقل إخلاصا وإتقانا لينهي مشهده بديباجة ينهي بها كل النجوم كلمتهم " الوطن مو كيكة تتقاسموها بينكم" ، النجم خالد أمين قد دور الفنان خريج المعهد العالي للفنون المسرحية الذي يتخرج ليجد نفسه موظف مكبوت الموهبة يوقع حضور وإنصراف وهو لا يدري لماذا حضر ولما إنصرف ، الفنان الشاب محمد الحملي يقدم دور المؤلف الذي يتمنى أن يكتب بصراحة وحب ما يستشعره لكن الرقابة الزائفة تجثم على صدره وتمنعه من ممارسه حريته الطبيعية في التعبير عن ما يعتقد ، وكذلك قدمت شخصية التلميذة والمهندس والمواطن العادي وكلهم يشرحون معنى الحب بالعمل والإخلاص والتفاني من أجل الوطن.


حب الوطن يتجسد على قارعة الطريق
ثم يكشف الستار عن المسرح ليظهر لنا مشهد يعيش معنا طوال مدة العرض وهو لمجموعة من الأشخاص تكدست سياراتهم بفعل الإزدحام المروري الخانق والذي نعاني منه يوميا ، المشهد يضم شخصيات لهم ميول وإيدلوجيات مختلفة ، فهذا الرجل المتعنت المتصلب التفكير الذي يطالب زوجته طوال الوقت بأن تستر نفسها داخل السيارة حتى لا يراها الرجال ، وهناك الرجل المتفتح الذي يحاول هو وزوجته الاكثر إنفتاحا إيجاد مخرج من هذا المطب المروري الخانق ، وهناك الرجل الإنتهازي الذي يستغل العطل المروري فيقوم بوظيفة الحلاق للمتواجدين في الطريق ، والموسيقي عازف العود الذي يدخل في جدال وخلاف طوال الوقت مع الرجل المتزمت حول جدوي مشروعية العزف من عدمه .
التكدس المروري يستمر ساعات ويوما وأياما وشهرا وشهور...في شكل فانتازي متعمد وفي تلك الشهور يصاب الحلاق المؤقت بداء الربو ويموت وسط  حزن يخيم على خشبة المسرح في مشهد رائع وهم يتابعون الجثة وهي تشيع في صمت مهيب ، والمتعنت الفكر الذي تنتاب زوجته آلام المخاض فيلجأ إلى جاره المتحرر وزوجته ليساعدانه فيقومان بذلك ويرزق بإبنة جميلة ، وبمرور الوقت تذوب الخلافات وعند المحن تعرف معادن البشر فيزدادون قربا من بعضهم البعض لينتهى العرض بكلمات تشرح قيمة الوطن في عيون أبنائه وأن الوطن باقي وكلنا زائلون.
"ويبقى الوطن" بانوراما في حب الكويت جسدها ببراعة شباب أكاديمية الشباب في صدق متناهي وبراعة يحسدون عليها.

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

مهرجان أيام المسرح للشباب

كانت باكورة ليالي مهرجان أيام المسرح للشباب
"مايسترو" إبداع متكامل من فرقة مسرح الشباب و"المسلم" مفاجأة العرض
ياسر صديق
فور إعلان إشارة البدء عن إنطلاق "مهرجان أيام المسرح للشباب" في دورته الثامنة تحت رعاية الهيئة العامة للشباب والرياضة في حفل إفتتاحي كبير أقيم على مسرح الدسمة كرم من خلاله كبار الفنانين والموسيقيين ، دشن شباب فناني المسرح عروضهم المسرحية بالعرض المسرحي "المايسترو" الذي قدمته فرقة مسرح الشباب.

لن تملك وأنت تشاهد مسرحية "المايسترو" سوى أن تتفاجأ ، ثم يتملكك الشعور بالمفاجأة ثم تغرق في دهشتك وإعجابك وتصفق طول العرض بشكل عفوي وغير مقصود.
الإستهلالة الموسيقية الموفقة التي تسبق ظهور الممثلين تنبأك أنك ستشاهد شيئا مختلفا لم تره عيناك من قبل ، تدفق الممثلين الشباب على المسرح في مشهد راقص متناسق يتسق مع اسم المسرحية يدفعك دفعا إلى أن تلاحظ وتدقق وتشخص ببصرك في سرور لما يتجسد أمامك.
"المايسترو" يجسد حلم شباب يحبون الموسيقى يلبس كل منهم عباءة آله من آلات العزف فهذا شاب درس وعاش في الغرب يعشق الساكس إلى درجة العشق ويراها هي بوابة العبور إلى الموسيقى الغربية وهناك شاب أخر يعشق الكامنجا ويراه أهم آلات الموسيقي شجنا ووهجا ، والشاب الذي يتمسك بالربابة القديمة نظرا لإرتباطها بموسيقى الأجداد ، والمطرب المخنث الذي يرى في نفسه أسطورة زمانه في دنيا الموسيقى.

وفي مناظرة فنيه ساخرة وصاخبة يقدم فرقة مسرح الشباب لوحة كوميدية بديعة نجحت في رسم الضحكات على وجوه كل الحاضرين وكان من أكثر مشاهد العرض المسرحي إثارة للضحك ذلك المشهد الذي قدم فيه الشباب لقطات ساخرة من مسلسل "الملكة" ، في وجود الفنانة هدى حسين التي لم تتمالك نفسها من الإنخراط في ضحك متواصل وتصفيق حاد من كل الحضور.
كذلك المشهد الذي يقدم فيه مطرب الفرقة وصلة غنائية كوميدية ثم يقتحم الخشبة شاب يصدر صوتا يشبه زقزقة الطيور يقوم بأداء رقصة خفيفة ، ويدخل مع المطرب في حوار كوميدي رائع ثم ينسحب الممثل الشاب وسط صيحات إعجاب الجمهور بأداءه التلقائي.
تتعالي إختلافات الموسيقيين وكل يدافع عن آلته ويراها الأحق بتزعم الفرقة في جدل بيزنطي عنيف ثم تدخل الحركة في شكل "سلوموشن" بطيء وتتوقف الحركة تماما ليظهر المايسترو على خشبة المسرح مديرا ظهره للحضور ، ويستدير ويفاجأ الحضور بأنه الفنان عبد العزيز المسلم في لفته رائعة منه كمساند و داعم للشباب في مشهد صغير يتحدث فيه عن ضرورة نبذ الخلاف والإلتفاف جميعا حول الوطن فهو الباقي والأهم والأجدر بالحفاظ عليه.

"مايسترو" بداية رائعة وإنطلاقة مباركة وطلة بهية لأيام مهرجان المسرح للشباب ، فأنت مع فرقة مسرح الشباب ستراهم وقد أدوا كل شيء وبرعوا في كل شيء وأبهروا كل الحضور وطغوا ورقصوا وغنوا وتمايلوا في أداء مسرحي آخاذ.