الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

المجلس العسكرية ونظرية "نحاكمهم آه...ندينهم لأ"

المجلس العسكري ومبدأ "نحاكموا آه...ندينوا لأ"
منذ نزول الجيش إلى شوارع مصر المحروسة إبان إنطلاق ثورة 25 يناير الطاهرة ونحن نستبشر به خيرا...كان لنزوله وقتئذ بردا وسلاما على قلوب الجميع...ولم نتعجب أو نندهش ونحن نرى شباب الثورة يلتفون حول رجال الجيش مهللين بالتحية ومعتلين الدبابات وملتقطين الصور التذكارية مع الجنود والضباط...صورة ظابط الجيش إرتبطت دائما في أذهاننا بالشرف والجدية والنزاهة والعمل الدئوب من أجل الوطن...وتذكرنا ونحن صغارا عندما أعلن جنود الأمن المركزي العصيان ونزلوا إلى الشوارع مدمرين كل ما تقع عيونهم عليه...وأعلن حظر التجول....ثم برز دور الجيش الذي إستطاع أن ينهي ذلك الشغب ويعيد كل طرف إلى سكناته.....ولكن...لماذا أصبح موقف الجيش وهو الذي يدير البلاد الآن متضاربا ضبابيا بهذا الشكل...الجيش منذ أن تسلم مقاليد إدارة دفة البلاد وهو يتعامل بمبدأ "هنديكوا شوية حرية...وحبة أمان...وشوية مصداقية...واحمدوا ربنا على كده"...وكأن المجلس حماه الله ورعاه يستكثر على الشعب أن يعيش مفرزات الثورة بكاملها غير مشروطة أو محددة المدة...كان أول مصداق لقولي هذا...عندما أطل علينا الجنرال "الفنجري" ببذته العسكرية المهندمة ووجه الودود وعلامات الجد المهذب التي تكسو قسماته... وقال في الثورة والثوار ما جعلنا نهلل فرحا ونزداد حبا وتعلقا بالجيش...ثم تحدث عن شهداء الثورة ضاربا تحيته العسكرية الخالدة للشهداء في منظر كان له من الهيبة والتقديس في نفوسنا ما جعلنا نحمل للجنرال كثيرا من الحب والإحترام...ثم...إختفى الجنرال الفنجري وتوارى عن الإنظار وصرنا نتسائل...أين ذهب الجنرال صاحب التحية العسكرية المهيبة؟...ثم أطل علينا اللواء الفنجري..بقسمات حادة ووجه مكفهر وبنفس اليد التي ضرب بها التحية للشهداء صار يلوح بها مهددا ومتوعدا المرابطين في ميدان التحرير...وكأنه يؤكد على نفس المعنى " نحافظلكم على الثورة آه...تمارسوا حرية الثورة لأ"...يسبق هذا وقت نزول الجيش للشوارع للسيطرة على إنفلات الأمر بعد أن تراجع الأمن وتوارى وإندثر غير مأسوف عليه...إستبشر الجميع خيرا...وتفائل ثوار التحرير وظنوا أنهم سيمارسون إعتصامهم وثورتهم تحت حماية الجيش...إلا أن سرعان ما أطلت عليهم قناصة الشرطة تمطرهم بنيران بنادقهم وخرج عليهم البلطجية من الشوارع المختلفة على مرأى ومسمع من قوات الجيش...والجيش واقف كمثل ضيف جاء لزيارة صديق فقامت مشاجرة بين الصديق وزوجته فوقف الضيف حائرا لا يدري ماذا يفعل...اللهم إلا من بعض المواقف الفردية الشجاعة لبعض ضباط وجنود الجيش...وكأن الجيش يؤكد على نظرية " ننتشر في الشوارع أيوة...نحميكم من البلطجية وقناصة أمن الدولة لأ".
وها هو الرئيس المخلوع وأبنائه وبعض دراويشه قابعين في السجن...يخرجون للمحاكمة ثم يعودون في مشهد مكرر سخيف يدعو للرثاء لا للفخر...المتأمل للمشهد يستشعر أن المجلس العسكري صنع من تلك المحاكمات الهزلية "ورقة توت" يداري بها سوأته وتخبط قراراته...فهو يقبض على الثوار حتى هذه اللحظة ليحاكموا محاكمة عسكرية...والمخلوع وأبناء المخلوع ودراويش المخلوع ووزراء المخلوع يحاكمون محاكمة مدنية "مخلوعة" وأبناء المخلوع يتحركون أمام الكاميرات وكأنهم في مؤتمر من مؤتمرات الحزب الوطني المتهاوي...وكأن المجلس العسكري يخرج لنا لسانه ويقول " نحاكمهم عشان نريحكوا آه...ندينهم ونحكم عليهم لأ"....أقول للمجلس العسكري....لكم كل التحية ولكن الشعب يحتاج بعد الثورة إلى......وقفة.....وقفة تتناسب مع عظمة ما تم تحقيقة يوم 11 فبراير...وقفة ترتقي بالنفوس وتعيد لنا ثقتنا في الدرع الواقي الباقي الوحيد في تلك اللحظات...نريد كما قال ريتشارد قلب الأسد في رائعة يوسف شاهين "نريد البركة فورا أو اللعنة فورا"...نريد محاكمة عادلة ...وسريعة...أم أن كلمة عادلة لابد وأن يرافقها كلمة بطيئة وهزلية ؟؟؟......يااااا أيها المجلس الموقر...نريد وقفة...لأ وقفة كوقفة بهاء سلطان عندما هدد قائلا"قوم أقف وانت بتكلمني"...لكننا نريد وقفة يراد بها وجه الله......لإننا...جميعا سنقف بين يدي الله ...لنسأل...عن أفعالنا...أقول قولي هذا.......وأستغفر الله لي ولكم........وللمجلس العسكري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق