الأحد، 18 ديسمبر 2011

سبوت على فيلم "إكس لارج"

صراع بين "مجدي" المحب و"عادل" الوهمي
"إكس لارج"...العبور فوق ما ترغب للفوز بمن تحب
·       أحمد حلمي يمتطي جواد الأفكار اللامعة والأطروحات الغير مسبوقة
·       إستسلام عادل لمعطيات حياته كانت العثرة الكبرى نحو التغيير
·       "الخال" هو المحرض الأول لثورة عادل على ذاته
·       الحبيبة كانت الدافع الأقوى لتغلب عادل على إستسلامه لأرطال جسده
·       الفيلم يعلمك كيف تثور وتقفز بالتغيير نحو حياة أفضل
ياسر صديق
هناك نوع من الأفلام تتلاشى مشاهدها من أمام عينيك وانت جالس تشاهدها دون أن تترك في نفسك أثرا يذكر ولا حكمة تدرك ولا تثير في نفسك تساؤلا واحدا وبمجرد خروجك من دار العرض تنخرط في مشاغل حياتك ناسيا ومتناسيا ما كنت تشاهده منذ قليل...ونوع أخر من الأفلام تجعلك مشدودا منغمسا حتى أذنيك في كل لقطة ومشهد يمر عليك أثناء متابعة الفيلم ، وهذه نوعية تكون في الغالب تمس شيئا بداخلك أو تطرح فكرة تستحوذ على كل يقينك وإنتباهك ومداركك...وفيلم "إكس لارج" بدون شك من النوعية الثانية...تلك النوعية التي إمتطى أحمد حلمي جوادها متفوقا ومتفردا بين أقرانه من نجوم الشباك فكل فيلم جديد يعلن عن طرحه في دور العرض يحمل إسم حلمي ، يلهث الجمهور ورائه وهم على يقين أنهم بصدد قصة غير عادية وأداء تمثيلي فوق كل التوقعات ، ورؤية إخراجية وحبكة درامية ستستحوذ ولا شك على كل ملكاتهم وحواسهم.

مجدي المحبوب الباحث عن الحب
فيلم "إكس لارج" يحكي عن رسام الكاريكاتير "مجدي" الشاب السمين الطيب العاشق للطعام بنهم شديد ، محبوب من زملائه في العمل بل وزوجات وخطيبات أصدقائه أيضا ويعتبرونه مستودع أسرارهم ومستشارهم العاطفي ، يعيش وحيدا وليس له في الدنيا إلا خاله "الممثل إبراهيم نصر" يزوره من حين لأخر ويعتبره مجدي بمثابة الأب ومستشاره النفسي والعاطفي.
يحل "مجدي" مشاكل أصدقائه العاطفية في حين يبحث هو عن الحب ويجد في سمنته وحجمه الضخم عائقا أمام أن يجد حبيبته المجهولة فمن هذه التي سترضى بحبيب ضخم الجثة ثقيل الوزن يأكل كثيرا وينام كثيرا ويعتبر هاتين العادتين هما قمة متعته في الدنيا.
عن طريق الفيسبوك يحاول "مجدي" البحث عن صديقته إبان طفولته وبالفعل يجدها والتي تودي دورها "دنيا سمير غانم" ، ويبدئان في التواصل عبر الفيس وتخبره أنها مقيمة في دبي وتبدأ في تخيله بعد كل تلك السنين لتضعه في مأزق حقيقي وعقدة مزمنة عندما تتخيله طويلا وسيما ذو جسد رياضي مشبهة إياه بالممثل الوسيم "أحمد عز" فيسقط في يد "مجدي" ولا يدري ماذا يفعل ، تمر عدة أيام وتخبره صديقة الطفولة أنها ستعود إلى مصر خلال أيام لتستقر هناك ، يستعين "مجدي" بخاله مستشيرا إياه بحثا عن الحل فيخبره خاله أنها لو أحبته فيجب أن تحبه لشخصه وليس لحجمه أو وسامته أو سمنته أو وزنه ، فيصعب ذلك على "مجدي".
المواجهة الأولى
تصل حبيبته إلى المطار ويقف هو رافعا لافته مكتوب عليها إسمها وعند المواجهة الأولى بينهما لا تتعرف عليه وتسأله مستفسرة"أين مجدي"!!! فيعرف في قرارة نفسه أنه لا يمكن مواجهتها بحقيقة أنه مجدي حتى لا يفقدها فيخبرها أنه "عادل" أبن عم مجدي الذي باغتته رحلة عمل طارئة إضطرته للسفر فجأة وأنه أوصاه أن يكون في إستقبالها وتحت تصرفها ، وعبر مشاهد كوميدية إجيد حبكتها يخضع "عادل" أو "مجدي" لحبيبته ونراه معها في كل مكان تذهب إليها لعل هذا يكون فرصة للتقارب أكثر بينهما محاولا في الوقت نفسه أن يجعلها تكره "مجدي" الوسيم اللطيف المفتول العضلات دون جدوى.
يلح خال "مجدي" عليه أن يواجهها بحبه وأنه مجدي وليس "عادل" وأنه يجب عليه أن يبدأ في عمل رجيم قاسي حتى يخسر كل وزنه الزائد ناصحا إياه بألا يقع في الفخ الذي سقط فيها هو عندما كان في مثل سنه وفقد حبيبته بسبب وزنه الزائد أيضا ، لكن "مجدي" يرفض ذلك لأنه شديد الحب والتعلق بالطعام فينهره خاله في مشهد دراماتيكي ويخبره أنه لا يريد أن يراه ثانية إلا عندما يقرر أن يخسر وزنه ويواجه حقيقته وذاته بالصورة التي يجب أن يظهر عليها.

يعيش "مجدي" في صراع حقيقي بين عشقه للطعام وحبه لخاله ورغبته في الارتباط بمن يحب فتكون وفاة خاله هي الفيصل والقشة التي قصمت تردده ، خاصة بعد أن ذهب إلى حبيبته وصارحها بحبه بالطريقة التي يجيدها ...طريقة فن الكاريكاتير...فتخبره في حزن أنها تعتبره صديقا ليس أكثر فيزيد هذا من يقينه أن مظهره وهيئته هما العاملان الأساسيان في سبب رفضها لحبه.

القفز فوق الرغبات
وعن طريق صديق قديم مشاكس يبدأ "مجدي" رحلته في تنظيم وزنه وفي مشهد أخير مبهج يقيم صديقه حفل يعلن فيها عن إعداد مجلة "كاريكاتير" برئاسة "مجدي" إستعان فيها بأشخاص من حياته الحقيقية ليظهر بعدها "مجدي" وقد فقد أغلب وزنه وسط فرحة أصدقائه وحبيبته.
"إكس لارج" فيلم مبهج وإنساني إلى حد مذهل ، فهو يجعلك تحب كل شيء ، تحب كونك ما أنت عليه وتحب ما يجب أن تكون عليه ، يجعلك متسق مع ذاتك وثائر عليها في نفس الوقت ، فيلم يجعلك شديد التعلق بالفكرة وليس بالنجم وتلك هي نوعية الأفلام التي يجب أن يتوجه إليها الجمهور...النوعية التي تداعب عقله وتحفزه على مناقشة ما يراه ويشاهده.
أحمد حلمي قدم شخصية "مجدي" البدين بمنتهى الإحترافية ...صوته وحركة جسده ونظراته وسكناته وطريقة نومه تجعلك يقينا تشاهد شخصا سمين وليس "حلمي" الذي تعودنا أن نراه.
"إكس لارج" بطولة أحمد حلمي ودنيا وإيمي سمير وغانم وإبراهيم نصر وياسمين رئيس ومحمد فهيم وتأليف أيمن بهجت قمر وإخراج شريف عرفة ويعرض في دور العرض السينمائي في الكويت يوم 22 ديسمبر الجاري.

هناك تعليق واحد: