الاثنين، 16 يناير 2012

فيلم تورا بورا


اليوحة كرم العوضي والفرج وداليا البحيري أدارت الندوة
"القرين" يخصص ليلة للإحتفاء بـفيلم"تورا بورا"
·       اليوحة:فخور بالفيلم الإنساني الذي جمع نجوم الوطن العربي
·       العوضي: العمل إستلزم جهد ثلاث سنوات و"بو بدر" كان الداعم الأول للفيلم
ياسر صديق
ضمن فعاليا مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ18 نظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب عرضا سينمائيا للفيلم الكويتي "تورا بورا" وذلك في دار عرض مجمع ليلى جاليري بحضور مخرج الفيلم وليد العوضي والفنان القدير سعد الفرج وتقدم الحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب م.علي اليوحة الذي كرم مخرج الفيلم وأبطاله قبل بداية العرض ومن مصر شاركت الفنانة داليا البحيري والفنانة بوسي.
كلمة اليوحة
قبل بداية العرض ألقى اليوحة كلمة نقل فيها تحيات وزير الإعلام ورئيس المجلس الأعلى للثقافة والفنون والأداب حمد الجابر العلي الصباح ورحب بالكوكبة الفنية المتواجدة في صالة العرض ، معربا عن فخره بالفيلم الإجتماعي الإنساني الذي جمع فنانين عرب من الخليج العربي حتى المغرب العربي.
وعرج اليوحة على تاريخ السينما الكويتية منذ أن قامت دائرة المعارف في الخمسينات بتأسيس قسم السينما والتصوير وأنتجت أكثر من 60 فيلما وثائقيا عن الحياة في الكويت وتأسيس شركة السينما الكويتية عام 1954 وافتتاح قسم السينما في تلفزيون الكويت عام 1961 عندما قدم المخرج محمد السنعوسي "العاصفة" كأول فيلم روائي قصير ، لافتا إلى أنه يجب التوقف أمام إبداعات المخرج العالمي خالد الصديق الذي وضع السينما الكويتية على خارطة السينما العالمية بفيلمه الروائي الطويل "بس يا بحر" عام 1971.
تورا بورا حالة سينمائية خاصة
"تورا بورا" قصة حلقت في فلك العديد من الأسر الكويتية والخليجية منذ مطلع التسعينات وحتى إجتياح القوات الأمريكية للأراضي العراقية ، الفيلم يشرح معاناة أب وأم من الكويت أدى دورهما ببراعة سعد الفرج وأسمهان توفيق ، ساقتهم الأقدار إلى أفغانستان بحثا عن إبنهما "أحمد" الذي غرر به للمجيء إلى تورا بورا لمجاهدة الأمريكان ونيل الشهادة، وفور صولهما يكتشفان مدى الهلاك الذين وقعا فيه ومدى صعوبة التحرك في تلك المدينة التي يحلق فيها الرصاص فوق الرؤوس طوال الوقت.
في نفس الوقت الذي يأتي فيه إبنهما الأكبر "د.طارق" ولعب الدور الموهوب خالد أمين للبحث عن أخيه ووالديه ليعيش هو الأخر رحلة مضنية من البحث ليعثر أخيرا على أبويه وبمساعدة قبائل البشتون ينجح في تحرير أخيه من قبضة طالبان.
"تورا بورا" حالة سينمائية كويتية شديدة الخصوصية فالمدة التي أستغرقها تصوير الفيلم والتي تقترب من الثلاث سنوات والسخاء الإنتاجي الواضح في العمل وبراعة الرؤية البصرية وحالة التفرد في الأداء التمثيلي أفرز لنا عملا شديد الإبداع يستحق عليه المخرج وليد العوضي الإشادة ويستحق العم بوبدر "الفنان القدير سعد الفرج" ألف قبلة على جبينه على أداءه الذي ذكرني بالممثل الأميريكي المخضرم مورجان فريمان ، وحالة التوهج للقديرة أسمهان توفيق والممثل الفذ خالد أمين والشباب الواعدين عبد الله طراروة وعبد الله الزيد ومن المغرب العربي قدموا أدوارهم ببراعة الساسي وعبد اللطيف أبو شقرا وياسين أحجام ومن فلسطين قيس ناشف.

ندوة حول الفيلم
عقب إنتهاء العرض أقيمت ندوة حول الفيلم أدارتها الفنانة والممثلة المصرية داليا البحيري والتي جاءت خصيصا للمشاركة في الندوة في حضور المخرج وليد العوضي والفنان سعد الفرج.
الندوة دارت ما بين مؤيد ومعجب ومحتفي بالفيلم كأول فيلم كويتي ينال ذلك القدر من الإستحسان والتقدير والنجاح خارجيا وداخليا وعلى مستوى الجمهور والنقاد أيضا وبين منتقد بشدة للمعالجة الدرامية وعدم الحبكة وثغرات حول وجهة نظر المخرج حول اليد الأمريكية في بلاد الأفغان.
وشرح المخرج وليد العوضي كيف تم الإعداد للفيلم خلال ثلاث سنوات وكيف كانت مشاركة القدير سعد الفرج دافع قوي لكل الفنانين المشاركين في العمل وصعوبة التعامل مع المجاميع من الأفغان والذي أضطره ذلك للأستعانة بمخرج فيلم "أسامة" وهو مخرج أفغاني لتأكد من سلامة اللغة الأفغانية وتوصيل المعنى والأداء بشكل سليم.
وردا على المعالجة الدرامية التي طالت الفيلم خاصة وان القصة واقعية أجاب العوضي أن القصة من واقع الحياة الخليجية وليست قصة حدثت بالفعل لذا لم يتطلب الأمر إداخال معالجة درامية على العمل ، كما شرح أسباب تعثر السينما الكويتية مرجعا السبب إلى الأحداث السياسية التي عاشتها الكويت بداية من الغزو الغاشم وحتى الإجتياح الأمريكي للعراق وكلها أحداث كان لها تأثير واضح على الحركة السينمائية في الكويت خاصة وأن صناعة السينما تحتاج إلى إستقرار سياسي. 

وأنتقد البعض وجهة نظر المخرج والتي بدت متحيزة كثيرا للأمريكان والذين لم يظهروا طيلة الفيلم إلا من خلال مشهد النهاية كطائرة إنقاد تنتشل أبطال الفيلم من المستنقع الأفغاني متسائلين عن مصدر التمويل ، ورد العوضي بأنه صاحب شركة الأنتاج المنفقة على العمل وأن الإنتاج كويتي 100% وأن وجهة نظره المتحيزة تعكس إيمانه بما قدم وقناعاته وأن المتواجدون في صالة العرض لو أتيح لهم أنتاج عمل مماثل ستخرج تلك الأعمال بشكل مختلف تماما لأن الأراء لابد وأن تختلف من شخص لأخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق