الخميس، 20 سبتمبر 2012

اليوم رأيتها


نعم ....اليوم رأيتها
اليوم الخميس 20/09/2012 ...خرجت من عملي مبكرا على غير العادة...تعودت منذ أن وطئت قدمي الجريدة أن أبدأ عملي منذ الظهيرة ولا أخرج منها إلا مع أذان المغرب....هكذا كل يوم بدون كلل أو شكوى...أنسى نفسي وسط زحام العمل هربا من أشياء تغافلت عن حصرها رفقا بنفسي...خرجت والشمس ما زالت تشرق كانت الساعة الرابعة إلا عشر دقائق ولم أتعود منذ زمن بعيد أن أدخل البيت مبكرا...ركبت السيارة وانا أفكر في المكان الذي سأذهب إليه في تلك الساعة...يدي تقود ومن داخلي مسير تماما..قطعت شارع الخليج ووجدتني دون أن أدري أمام مقر عملها...لعلي أراها رغم كل ما كان مني ومنها...لم أفكر يوما أن أقترب من حيث تعمل صونا لكرامتي المهدرة أو التي اظنها كذلك..لكن اليوم...وجدتني هناك ....درت أكثر من مرة حول مكان عملها...أعلم أن ميعاد خروجها لم يحن بعد...خلال أحاديثنا القليلة المتقطعة طول العام والنصف الماضيين أخبرتني أين تعمل ومتي تذهب ومتي تعود...وترددت ولم أدري...خشيت أن تخرج من مكان لا أراها منه فتذهب محاولتي سدى ...غيرت مساري وقطعت الطريق إلى حيث تسكن...وصلت...أحفظ هذا الشارع عن ظهر قلب...كيف لا وهو شاهد على عام هو الأقرب والأكثر حبا بيننا...صففت سيارتي حيث تعودت أن تكون وقتما كنا نتقابل هنا...وجلست أنتظر عودتها....قلق شديد كان يملؤني لا أدري سببه...ربما لأن أخر يوم جمعنا هذا الشارع كان ذكراه موجعة للغاية...تحسست عظام يدي مطمئنا على جرح قديم...حاولت أن استرخي حتى تأتي ولم أستطع...كل شيء في المكان يجعل دقات قلبي سريعة متلاحقة ، عشرون دقيقة مضت وانا أنتظر حتى خشيت أن تكون قد اتت من الشارع الأخر وصفت سيارتها من الناحية الخلفية...لا أدري لماذا اليوم دون غيره أتوق كل هذا التوق إلى رؤيتها.........وجاءت......ركنت سيارتها حيث تعودت منذ سنوات...دقات قلبي كانت اعلى كثيرا من صوت محرك سيارتي من فرط الإنفعال...اليوم ...كانت المرة الأولى التي أراها بعد عام ونصف من فراق فرضته علينا ولا أدري سببه...ترجلت من سيارتها وجلست انا خلفها مباشرة متأملا كل لمحة منها...كانت شاردة ...أو هكذا خيل لي...نظرة خاطفة منها على مرآة سيارتها ثم أخذت حقيبة يدها وغادرت السيارة...خطواتها بطيئة متأنية ...أو قد تبدو حزينة لا أعلم....هممت بالنزول من السيارة كي أسلم عليها ولم استطع أن أفعل...كل ما وددته أن أراها وها قد فعلت...ماذا أقول لها؟ وهل رؤيتها لي بعد كل تلك المدة ستكون سعيدة بالنسبة لها؟ وكيف أقاوم كل هذا الكم من اللوم والعتاب والوجع والألم الذي سببه لي بعدها الذي ارتضته علينا وأذهب وأصافحها ...أو...أضمها إلى صدري...كيف؟....لكنني أقولها ولا أخجل من الإعلان عنها....وقت أن وقعت عيني عليها غفرت لها كل شيء...كل شيء...كان أخر حديث بيننا مريرا وكتبت لها كلمات بعدها أشد مرارة...فكرة أن استوعب عرضها السخي والمدهش لي أن نكون أصدقاء يتعب مرارتي ويثقل على نفسي ...رضاها أن يتحول ما بيننا إلى سراب يقتلني...وأشياء أخرى كثيرة...لكن وقت أن رأيتها...أحسست أن هذا كله لما يكن...وتأكدت أن الفراق لا يمكن أن يأتي بقرار...دلفت إلى حيث تسكن...راقبتها بعيني حتى غابت...جلست داخل السيارة لا أحرك ساكنا...راودتني أفكارا مجنونة...وددت لو لحقت بها وأخبرتها كم أحبها...ولم أفعل...وددت لم طرقت بابها وعرضت عليها الزواج ...ولم أفعل...خشيت أن تقابل كل هذا الشوق بصمت أو جفاء أو رفض...أدرت محرك السيارة وعدت مرتدا إلى البيت وسؤال داخل نفسي يدور....هل ستكون هذه أخر مرة أراها فيها أم ستتحول رؤيتي لها تلك إلى زيارة يومية مزمنة تتعب قلبي ولا تعود علي بفائدة؟.... وهل الفراق يخضع لقرار أم أن ما بيننا أكبر من ذلك بكثير؟ اليوم....بعد عام ونصف من الفراق .....رأيتها....وكانت كعادتها....تخطف القلب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق