الأحد، 13 مايو 2012

الأسبوع الثقافي الأيراني


المشغولات اليدوية ومعارض الرسم و والموسيقى أهم الفعاليات
الأسبوع الثقافي الإيراني...إحياء للتراث وتأكيدا على أواصر المحبة
·       قهرمان: سمو الأمير كان أول وزير خارجية يزور طهران مهنئا الإمام الخمينى بإنتصار الثورة الاسلامية
·       خامة يار: أسبوع ثقافي واحد كل عشر سنوات لا يكفي  لترجمة القواسم المشتركة
·       اليوحة: الأسبوع الثقافي الإيراني يمثل طيفا من ملامح و إبداع الشعب الصديق
·       خرمشاد: الأسبوع الذي يدل عمق الروابط الأخوية و التاريخية التي تربط البلدين
·       السجاد الإيراني وفن الخط والمشغولات اليدوية أهم عروض معرض الفنون
·       أبناء الجالية الإيرانية كانوا أهم بروجرام في حفل ختام الأسبوع الإيراني
ياسر صديق
بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب المهندس علي اليوحة و السفير الإيراني روح الله قهرماني ورئيس رابطة الثقافة و العلاقات الأسلامية فى الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد باقر خرمشاد انطلق حفل إفتتاح الأسبوع الثقافي الإيراني والذي استمرت فعالياته في الفترة من  في 6 حتى 11 مايو 2012. و حضر الحفل حشد غفير من عشاق الموسيقي و الفن الإيراني الفلكلوري و أبناء الجالية الإيرانية وذلك على مسرح الدسمة.

بدأ حفل الافتتاح بكلمة المستشار الثقافي الإيراني عباس خامه يار الذي أكد في كلمته أن الحضارة الاسلامية وصلت الى قمة إزدهارها من خلال تمازج الثقافة و الأدب الفارسي مع التراث و الفكر العربي و أن إقامة هذا الملتقي بمشاركة كوكبة من المفكرين و الفنانين الإيرانيين هو خطوة لاستفادة ذلك الألق الحضاري الذي طالما نعتز و نفتخر به.
و أشار خامه يار الى أن إقامة أسبوع ثقافي واحد كل عشر سنوات لا يكفي لترجمة القواسم المشتركة بين الشعبين الإيراني و الكويتي ، شاكرا المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب على  دعوته الكريمة وإستضافته هؤلاء المبدعين.

بدوره ألقى رئيس رابطة الثقافة و العلاقات الأسلامية في ايران محمد باقر خرمشاد كلمة اعرب  خلالها عن سرورة لأقامة هذا  الأسبوع الذي يدل عمق الروابط الأخوية و التاريخية التي تربط البلدين الجارين مشيدا بالتطورات الثقافية التي تشهدها أيران خلال العقود الثلاثة الأخيرة و آخرها افتتاح معرض  كتاب طهران الدولي قبل أيام بمشاركة 4 الاف ناشر من 77 دولة و منها دولة الكويت حيث يزور 5 ملايين باحث و زائر لمشاهدة اكثر من مائتي ألف عنوان ، الأمر الذي يدل علي شغف ابناء الشعب بثقافة المطالعة و انتاج العلم ، مطالبا بإقامة أسابيع ثقافية و مهرجانات سينمائية و أمسيات شعرية و كويتية في عاصمتي البلدين ليتعرف شبابنا على إبداعات بعضهما و يتبادلا الخبرات و التجارب حيث قدم الدعوة للمفكرين و الفنانين الكويتيين لأقامة اسبوع ثقافي  كويتي في طهران ، شاكرا كل العاملين في المجلس الوطني على جهودهم و اسهامهم في إنجاح هذه التظاهرة الفنية و الثقافية.
من جهته وجه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب على اليوحه كلمة اشار فيها إلي حرص المجلس علي بناء علاقات وطيدة مع الثقافات الأخرى إنطلاقا من إيمانه بأن التفاعل مع الثقافات يقارب بين الشعوب و يعزز فرص التوافق في عالم يبحث عن تعميق قنوات الحوار و التخفيف من فرص الصدام و الخلاف بين الأمم ، مؤكدا أن الأسبوع الثقافي الإيراني يمثل طيفا من ملامح و إبداع الشعب الإيراني الصديق و يشكل نافذة تطل منها فنون الشعب الأيراني الذي يملك تاريخا مميزا و يحتل موقعا جغرافيا مهما.

وإستعرض السفير الايراني روح الله قهرمانى بدوره من خلال كلمته تاريخ العلاقات بين البلدين الطويل قائلا: نحتفل هذا العام بمرور  نصف قرن على افتتاح السفارة الايرانية في الكويت بينما كانت الكويت من أوائل الدول التي اعترفت رسميا بالنظام الاسلامي و كان سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أول وزير خارجية يزور طهران مهنئا سماحة الإمام الخمينى بإنتصار الثورة الاسلامية المباركة.
و بعد أن قدمت فرقة العاب رياضة الزورخانه عروضا تمثل جوانب من التراث الأيراني العريق والمستلهم من ملحمة الشاهنامة للشاعر الفردوسي و التي تركز على حب الوطن و الرجولة و الفداء و التي نالت إستحسان و إعجاب الحضور.

الفقرة الرئيسية في حفل الافتتاح هي المعزوفات الموسيقية لفرقه روناك للموسيقي الفلكلورية الأصيلة و التي أطربت الحضور بألحانها و أنغامها الرنانة حيث صفق لها الجمهور بحماس و إهتمام.
الفرقة قدمت مقطوعات شجية من أقاليم ايران المختلفة و بإلحان متفاوتة تعكس كل منها طبيعة الحياة السائدة في تلك الأقاليم و زهوها و عنفوانها .و قد نالت الفرقة التي يرأسها الفنان كيوان محمدى جوائز تقديرية في عدة مهرجانات عالمية و شاركت في حفلات الكونسرفتوار و المهرجانات الدولية داخل و خارج ايران.
معرض الفنون التشكيلية والمشغولات الذهبية...عمق الماضي الفارسي يتجدد
ولأن فعاليات الاسبوع الثقافي الإيراني حافلة بكل ما يبرز الماضي الفارسي بعبقه والحداثة الإيرانية بزهوها ، أقيم ضمن الفعاليات معرض الفنون التشكيلية والمشغولات الذهبية وذلك بمتحف الفن الحديث.

إفتتح المعرض الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب علي اليوحة يرافقه السفير الإيراني لدى دولة الكويت روح الله قهرمانى و المستشار الثقافي الإيراني عباس خامه يار و رئيس رابطة الثقافة و العلاقات الأسلامية في ايران محمد باقر خرمشاد ، وقام اليوحة بقص الشرط معلنا إفتتاح المعرض ، وقام الضيوف بإستعراض المشغولات اليدوية التي تنوعات بين أشكال مجسمة تراثية وحديثة ولوحات ضمت آيات قرآنية وخطوط لفن الخط العربي ولوحات فنية وأشهر مشغولات السجاد الإيراني لفنانين من أشهر فناني إيران  مثل مرتضى اتش بنجه و الفنان علي رضا أقاميري والفنان محمد نباتي والفنان على رضا روزي طلب والفنان محسن سليماني والفنان مهدي فلاح مقدمي والفنانة الإيرانية فرح كيمياقلم والفنان سيد محمد حسين موسوي والفنان مجيد عزيز اللهي والفنان سيد مسعود موسوي والفنانة سميرة عرب خوار ومسعود عطاران والفنان وخبير المشغولات اليدوية منوجهر جنتي نيا وفنان الفنون التشكيلية محسن يزدانشناس وفنان الطرق على المعادن حسين سلجوقيان و فنانة الأثار التاريخية نفيسة حسينيان يكانه وفنان السجاد عبد الله ميرزاني وفنانة حياكة السجاد جيلا رسام عرب وفنان الفنون الجميلة بجامعة طهران طاهر شيخ الحكماني ودكتور الفنون التشكيلية مصطفى كودرزي والفنان حبيب الله صادقي.

وشرح الفنانون كيف نشأ الفن التشكيلي وتأسس عام 1930 في مدرسة الفنون الجميلة في طهران فاتحة بذلك الطريق للتعرف على التطورات الجديدة التي عرفها الفن الغربي ، ومع هذه المدرسة ظهر الرسم الفوتوغرافي ، والذي استمر حوالي ثلاثين سنة منهيا وجود الرسم الطبيعي.
وعن فن الصناعات اليدوية الإيرانية إستعرض متخصصي هذا النوع من الفنون تحفهم معلقين:يتقن الإيرانيون الصناعات اليدوية التي يجلونها بالنقوشات الدقيقة على كل من النحاس والبرونز والفضيات والأخشاب والفخار والزخرفة بالكاشي وصناعة المينا.
وعن السجاد الإيراني قالوا : يعد السجاد الإيراني أهم الصناعات اليدوية في ايران على الإطلاق وهو السجاد الأشهر في العالم ، ويعمل في صناعة السجاد الكثير من الرجال والنساء الإيرانيين ، واشتهر العصر الساساني القديم قبل نشر الإسلام بصناعة السجاد وكان سجاد بهارستان أن ذاك هو الأشهر والأجمل.

"الفنون التشكيلية" تحتفي بفناني إيران التشكيليين
إحتضنت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية كوكبة من الفنانين و النحاتين و الخطاطين المشاركين في الاسبوع الثقافي للجمهوريه الاسلاميه الايرانية في دولة الكويت بحضور رئيس الجمعية عبدالرسول السلمان و المستشار الثقافي الايراني د.عباس خامه يار و جمع غفير من الفنانين و الرسامين الكويتيين و اعضاء الجمعية .

في مستهل الحفل القى عبد الرسول السلمان كلمة موجزة شرح خلالها أهمية التواصل الفني و الابداعي بين الفنانين لتكون هذه المقاربة نافذة يطل منها كل فنان على مسيرة التطورات الفنية والابداعية للجانب الآخر مؤكداً على الاواصر التي تجمع الشعبين الكويتي و الايراني على الصعيدين الفكري و الاجتماعي .
ثم بدأ الفنانون الايرانيون تقديم أنفسهم ونبذة عن عطائهم الفني و إنجازاتهم الابداعية و هم : السيدة فرح كيمياء قلم عضو جمعية الرسامين الايرانيين و لها مشاركات في بينيالي السويد و معارض في تركيا و بلغاريا و لبنان و المغرب ، و الفنانة جيلا عرب زاده متخصصة في حياكة السجاد ، و محمد نباتي فنان في الزخرفه و التذهيب ، و علي رضا آقاميري استاذ الخط و التذهيب و مهدي فلاح مدرس الخطوط الاسلامية في الجامعات الايرانية و سميره عرب خوار خبيرة في فنون التقليديه و الصناعات اليدوية و طاهر شيخ الحكماء استاذ الرسم في كلية الفنون الجميلة و الدكتور حبيب الله صادقي رسام الكاريكاتير المعروف و الفنانه نفيسه حسينيان .
و اعرب الفنانون الايرانيون عن شكرهم لدولة الكويت لاقامة الاسبوع الثقافي الايراني مشيدين بمستوى الفن التشكيلي في دولة الكويت و نشاطات الجمعية من خلال مشاركات الرسامين الكويتيين في بينيالي طهران و حصولهم على جوائز متقدمة .
النحات طاهر شيخ الحكماء أكد ان الفنان بريشته يرسم معالم السلام و المحبة بين الناس و يزيل كل الشوائب التي تسببها السياسة ، مؤكدا أن حرصه على توظيف الحمامة في أعماله هو لأن الحمام أول من حمل رسالة السلام و غصن الزيتون بعد طوفان نوح .

ثم القت الفنانة الكويتية مي عبدالطيف السعد كلمة حول تجربتها الفنية و المستلهمة من بيئة الكويت و موروثها الشعبي المتأصل من صفاء (( الفريج )) و تداخل أزقته و عمارته . و قدمت الفنانـة البومها الجــديد و المستوحى من قصــائد الشاعـــرة الايرانية (( فروغ فرخزاد )) والصادر عن المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب في الكويت مؤكدة ان قصائد هذه الشاعرة الايرانية احدثت نقلة نوعية في مسيرتي الابداعية حيث امتزجت بتجربتها و تفاعلت مــــع ابياتها ورسمت 25 لوحـــــة مستلهمة من الشاعرة (( فروغ )) و كان هذا العمل رمزاً للتمازج الثقافي و الفكري بين الادبين الفارسي و العربي .

"الزورخانة" رياضة تراثية إيرانية تجلت خلال اسبوع الثقافة
في أمسية اخرى من امسيات الاسبوع الثقافي الايراني الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب بالتعاون مع المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية قدمت فرقة الزورخانة عرضا جديداً على الواجهة البحرية لسوق شرق بحضور روح الله قهرماني السفير الايراني و د. عباس خامه يار المستشار الثقافي و عدد من المدعوين و المهتمين و حشد من الجمهور الكويتي و ابناء الجالية الايرانية .

و بعد مقدمة موجزة من رئيس الفرقة حول أهم نشاطاتها و اهتمام هذا الفن بالفنون الدفاعية الى جانب تعليم الأخلاق و النخوة و الفضائل الانسانية قام المرشد بدق الجرس ايذاناً بانطلاق الالعاب وباشر العازفون بالعزف على الطبلة ومن خلال ضبط الايقاعات بدأ اللاعبون بتقديم الألعاب البهلوانية و الرياضية و استعراض حركاتهم الموزونة و مهاراتهم الفنية و الرياضية مرفقة بالاناشيد الحماسية و التراثية ومقاطع من قصائد الشاعر الملحمي الايراني ابو القاسم الفردوسي حيث نالت استحسان الحضور الذي صفق مشجعا اللاعبين ، لكن سوء الاحوال الجوية و كثافة الغبار حال دون مواصلة تقديم المزيد من العروض .

و في ختام العرض الرائع قام المرشد بالدعاء ليعم السلام والمحبة و الأخاء في ارجاء العالم و دوام العزة للبلدين الجارين ايران و الكويت .
و تعتبر الزورخانه من الالعاب التراثية العريقة الزاخرة بالقيم و الثقافة والشئون التربوية و الروحية و تعد اليوم من مكونات النسيج الثقافي و التربوي في أغلب دول آسيا الوسطى و في مقدمتها الجمهورية الاسلامية الايرانية لكونها تحث الشباب على الشهامة و الشجاعة و حب الوطن .
ولطالما أشار الشاعر الملحمي الإيراني أبو القاسم الفردوسي في ملحمة الشاهنامة بأهمية الشجاعة والرجولة والبطولة حتى غدت هذه الألعاب من مكونات النسيج التربوي والثقافي للشعب الإيراني.
وتعتبر ساحة الزورخانة مكانا لاستعراض الفنون القتالية جنبا إلى جنب الإخلاق والفضائل الإنسانية ، فيجلس المرشد في أعلى ساحة الزورخانة بإعتباره معلما ، وبعد قرع الجرس إيذانا بإنطلاق الألعاب يبدأ العزف على الطبلة ، ومن خلال ظبط الإيقاعات يمارس اللاعبون مبارياتهم وحركاتهم الرياضية والبهلوانية ويكون مدخل الساحة منخفضا حيث ينحني اللاعبون حين الدخول تعبيرا عن التواضع والخضوع للباري عز وجل.

ويقوم المرشد بقراءة قصائد حماسية وأخلاقية تحفز اللاعبين من خلال العزف على الطبلة ويبدأ اللاعب الأفضل باستعراض حركاته الرياضية وسط الساحة.
وتكون قمة الألعاب بالمصارعة البهلوانية وهي التي تعتبر منطلق رياضة المصارعة والمعاصرة.
"روناك" و"الزورخانة" وتكريمات في ختام الأسبوع الثقافي الإيراني
أسدل الأسبوع الثقافي الإيراني فعالياته التي إمتدت نحو الأسبوع وذلك في حفل بهيج أقيم على مسرح الدسمة حضرته الجالية الإيرانية وعدد من مسؤولي سفارة الجمهورية الإيرانية في دولة الكويت .
بداية الحفل كانت مع آيات من الذكر الحكيم تبعه عرض من بنات الجالية الإيرانية في الكويت اللاتي شكلن لوحة إسفنجية متقطعة إلتصقت لتشكل علم دولة الكويت ومن الجانب الأخر جملة الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
عقب ذلك إعتلت فرقة روناك الموسيقية المسرح لتبدأ وصلتها الغنائية لمجموعة أغاني تراثية إيرانية وسط إستحسان الجمهور.

وكان لرياضة الزورخانة نصيب في حفل الختام وقدم الشباب عرضا مبهجا إستعرضوا فيه قدراتهم الرياضية ، ثم فتح المجال لشباب الجالية الإيرانية والأطفال ليعتلوا المسرح ويقدم محاولات في مجارات المحترفين لتقديم رياضة الزورخانة تم على إثرها تكريمهم ليكون ذلك مسك ختام الأسبوع الثقافي للجمهورية الاسلامية الإيرانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق