الأحد، 29 يوليو 2012

محلق رمضان...أنور وجدي


جاء والده "يحيى الفتال" ضمن الأفواج الشامية المتدفقة على مصر
أنور وجدي..."الجان:...أعطته الحياة الكثير...وأخذت منه أجمل ما فيها
·       أصوله الشامية تعود لوالده "يحيى الفتال "الذي عمل في القاهرة قومسينجي
·       أمه "مهيبة الركابي" ولدت أنور في 1911 وإن كان التاريخ غير دقيق
·       إسم أنور وجدي على وزن يوسف وهبي كان من إقتراح مصطفى أمين
·       ألحقه أبوه بمدرسة الفرير ومكث فيها حتى الإبتدائية
·       أثر في اثنين من زملائه وأقنعهما بالسفر إلى هوليوود لكن محاولتهم فشلت
·       صدر قرار بفصله من المدرسةوهو على مشارف السادسة عشرة من عمره
·       بين غضب الأسرة وتأنيب الضمير لم يجد حلا سوى الانتحار لكنه فشل
·       وهبي: فتى في وجهه ذكاء وفي عينيه بريق يوحي بشيء
·       انتقل إلى الفرقة القومية وتبناه طليمات وأعطاه فرصة تتلاءم مع سنه وخبرته
·       أثبت وجوده مسرحيا وسينمائيا ومنتجا ومخرجا وممثلا ومكتشفا للمواهب
·       ظل الفنان الجان الفتى الأول لسنوات طويلة  حتى بعد رحيله عام1955

إعداد: ياسر صديق
نشأته:
ترجع أصول الفنان أنور وجدي الشامية من خلال والده الذي عمل في عهده الأول بالقاهرة قومسينجي بين المحلات الصغيرة وورش صناعة الملابس والنسيج، ثم حاول أن يكون له مشروعه الخاص، وهو ما نجح فيه إلى حد ما، وعندما استقرت أمور حياة "يحيى الفتال" التجارية، فكر في الزواج، وبحكم الغربة، ارتبط بفتاة من أصول سورية، تعيش معه في نفس الحي، وكانت الفتاة "مهيبة الركابي" وبعد أن رزق "الفتال" بأكثر من بنت استقبل أنور وجدي الحياة فكان أملا كثيرا ما راود الأب في أحلامه، وكان ذلك في الحادي عشر من أكتوبر سنة 1911، وهو تاريخ غير دقيق، إذ اختلف الكثيرون حول تاريخ ميلاد أنور وجدي، لكن يبقى الحادي عشر من أكتوبر سنة 1911 هو الأكثر دقة، ولا يختلف الأمر كثيرا بخصوص الاسم فهناك من يرى أنه "أنور يحيى" أو "أنور محمد يحيى" أو "محمد أنور" لكن مصطفى أمين يذكر أنه في أول لقاء جمعه بالفنان الراحل، ذكر أنور وجدي اسمه بالكامل له، فرد عليه أمين إن هذا الاسم جدير بموظف في أرشيف إحدى الوزارات وليس لائقا باسم فنان، وعلى الفور كانت الإجابة معدة وجاهزة سلفا، وهي أنور وجدي، على وزن يوسف وهبي•
كان الأب مهتما جدا بمستقبل ابنه، الذي يرى فيه امتداده، واستمرارا لإسم الأسرة، فألحقه بمدرسة الفرير، ذات المستوى الرفيع، وكانت تهتم بالثقافة الفرنسية، لذلك قصدها كل الطامحين إلى مستوى أفضل لأبنائهم، وقد درس بها عدد كبير من رجال السياسة والفنانين، وفي هذه المدرسة التي كانت تتميز بنظام صارم، تلقى أنور وجدي دراسته الابتدائية ولعله شاهد تلك اللافتات وملصقات الأفلام، التي تعلق في الشوارع، في رحلة الذهاب والعودة من وإلى المدرسة، معلنة عن الأفلام المعروضة في دور السينما، فبدأت تلفت نظره، وتثير خياله عن هذا المجال الغامض الذي بدأ أيضا يسمع عنه ليحاول أن يكتشف ما وراءه•

الطالب المغامر
هواية التمثيل لدى أنور وجدي بدأت مبكرا، ولم تكن تستهويه الدراسة بقدر ما تستهويه شاشة العرض السينمائي، فكان دائم الهروب من المدرسة، وعرف عنه حبه لشارلي شابلن بجانب اهتمامه بأفلام الفروسية التي كانت سائدة في تلك الفترة، وتمكنت هواية التمثيل من أنور وجدي، حتى إنه أثر في اثنين من زملائه في المدرسة السينمائية، وأقنعهما بالسفر إلى هوليوود، حيث ينتظرهم هناك المجد والشهرة، ويتجه ثلاثتهم إلى ميناء الإسكندرية، ليستقلوا خلسة باخرة بحرية، تقلهم إلى أمريكا ويكتشف البحارة وجودهم بالصدفة وسرعان ما يتم إنزالهم من الباخرة وتسليمهم إلى إدارة الميناء، التي أفرجت عنهم شفقة بهم، ولصغر سنهم، واستخفافا بالهاجس الذي دفعهم للسفر إلى أمريكا• وبناء على شكوى والدي الطالبين اللذين غرر بهما أنور وجدي، وحتى لا تتكرر المأساة ثانية، صدر قرار بفصل الفنان الصغير المغامر من المدرسة، وهو على مشارف السادسة عشرة من عمره، وكان ذلك القرار صدمة للأب، خصوصا عندما أصرت إدارة المدرسة على عدم قبوله ثانية، وبين غضب الأسرة عليه وتأنيب الضمير لم يجد أنور وجدي من حل سوى الانتحار، لكنه أيضا فشل في أن ينهي حياته، وفور أن خرج من المستشفى اتجه إلى شارع عماد الدين، حيث يستطيع أن يرى ويقابل فناني العصر، لعله يجد الفرصة في كواليس المسرح أو على يد فنان•
مسرح الحياة..
وتصادف أثناء تسكع أنور وجدي أمام كواليس مسرح رمسيس أن شب حريق صغير، تعاون في إطفائه عمال المسرح والكومبارس، فتدخل أنور وجدي وأسهم مع المساهمين في الإطفاء بجدية لفتت أنظار مدير المسرح، الذي أثنى على شجاعته، وضمه إلى مجموعة الكومبارسات، الأمر الذي حرمه من دخول البيت والطرد إلى الشارع، حيث اعتاد المبيت على المقاهي التي تسهر حتى الصباح أو فوق دكة تحت خشبة مسرح، كانت حياة قاسية مريرة•

نجومية تكسر الصمت
ويذكر يوسف وهبي بعد رحيل أنور وجدي أنه عرفه عام 1927، فتى في وجهه ذكاء، وفي عينيه بريق يوحي بشيء، كان واحدا من عشرات الكومبارس الذين يغريهم بريق المسارح فيندفعون إليه ضاربين عرض الحائط بمستقبلهم وأسرهم، كان أول مرة أوقفته فيها على المسرح في مسرحية يوليوس قيصر وكان يقوم بدور عسكري روماني، ولم يتحدث خلال المسرحية بكلمة واحدة، ورغم هذا فقد كان سعيدا راضيا، كان يعتبر نفسه قد وضع قدمه على أول الطريق، وكان يبذل جهودا طيبة ليلفت نظري إليه•
وبدأ أنور وجدي يصعد السلم خطوة خطوة من كومبارس صامت إلى متكلم، ويلفت نظر يوسف وهبي فيرشحه لدور صغير في مسرحية "الدفاع" عام 1931 وينجح فيه نجاحا يترك أثرا لدى يوسف وهبي، فيشجعه ويختاره ليؤدي نفس الدور في الفيلم الذي يحمل نفس اسم المسرحية عام 1935 ويخرجه يوسف وهبي وفي أول تجربة سينمائية له في مجال الإخراج• ولم يجد أنور وجدي من يدفعه إلى الصفوف الأولى في فرقة رمسيس فانتقل إلى الفرقة القومية حيث تبناه زكي طليمات وأعطاه الفرصة التي تتلاءم مع سنه وخبرته لكي يثبت وجوده على المسرح، وهو ما تحقق له في السينما أيضا منتجا ومخرجا وممثلا ومكتشفا للمواهب، وعندما وصل إلى ذروة مجده عام 1949 بدأ المرض يعلن عن وجوده في حياة أنور وجدي.
وفاته:
فى احدى جلساتة مع بعض اصدقائة قبل ان ينال الشهرة الكبيرة سئل عن امنياته فى الحياة فأجاب "يارب اعطنى مليون جنيه و معهم كل امراض الدنيا " وفى عام 1955 و كان أنور وجدى عمرة 44 عاما تزوج من الفنانة ليلى فوزى و اثناء قضاء شهر العسل بالسويد شعر بألام شديدة و ذهب للطبيب ليكتشف انة مريض بالسرطان فانهار أنور وجدى و ظل يردد "خد كل فلوسى بس اعيش" و انتهت فى نفس العام حياة أنور وجدى هكذا دائما الانسان قاصر النظر يظن نعم اللة كلها فى المال و لا ينظر الى ما اعطاة اللة لة من صحة او اولاد او راحة بال.
 ولقد ظل أنور وجدي هو الفنان الجان الفتى الأول لسنوات طويلة - حتى بعد رحيله وهو البطل الذي تعد حياته أقرب إلى سيرة البطل التراجيدي، وبالرغم من ذلك فقد تم تجاهله في العديد من التكريمات، ولم تصدر عنه كتب مثل أقرانه.

 يقال أن قانون الجنسية الذي صدر عام 1869م جعل كل سكان مصر يحملون الجنسية العثمانية، ومن ثم كان شيئا عاديا أن يتم التنقل والترحل للأسر والأفراد بين أجزاء الدولة العثمانية، وهو ما أدى إلى تدفق أعداد كبيرة من أهل الشام، لذلك لم يكن غريبا أن يأتي ضمن الأفواج المتدفقة على مصر "يحيى وجدي الفتال" طالبا للرزق في القاهرة وسعيا لتحسين أوضاعه الاجتماعية، فلم يكن له أي نشاط سياسي، وخلال عمله في القاهرة لم يعرف له أي نشاط من أي نوع، خارج إطار العمل التجاري، مما يؤكد لك أنه سكن في "حي الظاهر" أحد الأحياء التي كانت تقطن بها أعداد كبيرة من الجالية اليهودية • .
شرح الصورة:
1.    أنور وجدي
2.    أنور وجدي ومشهد من ليلى بنت الفقراء
3.    وجدي بصحبة زوجته ليلى مراد
4.    وجدي وزوجته ليلى فوزي وبعض النجوم الأجانب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق