الأحد، 15 يناير 2012

إيمان حمصي


حضور أوروبي وخليجي ولبناني  واليوحة كرمها ضمن فعاليات"القرين18"
"سيدة القانون" اللبنانية إيمان حمصي توقظ الإحساس بالموسيقى الشرقية
ياسر صديق
غالبني جهلي فذهبت إلى أمسيتها الموسيقية يزاحمني الظن أنني ربما أمضي ليلة جيدة ، ولثقافتي المحدودة لم أقدرها حق قدرها فأخذت مكاني في القاعة وجلست في تراخي منتظرا ما ستنضح به أصابعها من ألحان...إنها عازفة القانون الأولى في لبنان إيمان حمصي التي تزور الكويت لتشارك في فعاليات مهرجان القرين في دورته الـ18 ، فغزلت ألحانا إستمر صداها فترة ليست بالوجيزة وتركت داخل النفس أثارا ليست بالبسيطة ، كانت أصابعها تسطر على آلة القانون كأنها تربت على طفل في المهد بحنان بالغ فتخرج لحنا كأنه أصوات الملائكة.
كانت الليلة على مسرح مكتبة الكويت ، إعتلت إيمان الحمصي المسرح وجلست خلف آلتها ، إحساسها المرهف تجلى في عينيها المنزعجة من فلاشات المصورين الذين أحاطوا بها فابتسمت لهم إبتسامة مرطبة كانت كافية ليأخذ بعضهم مكانه وينصرف البعض الآخر.
"سارة" ....كان هذا هو اسم المقطوعة التي إستهلت بها إيمان الحمصي أمسيتها...نقرات كأنها همسات فوق القانون تجعل كل ما بداخلك ليس مستقرا أبدا...وخلفها تمخضت شاشة العرض عن مولودة رقيقة ...وراحت لوحة العرض تتشكل وتكبر الفتاة على زخات أنغام إيمان حمصي لتنتهي المقطوعة فلا يملك الحضور سوى التصفيق اللامحدود.
جنين يتشكل على أنغام تلك الآلة التي كنت أظنها غفلة مني أنها ألة ذكورية بحتة إستحوذ عليها الرجال لسنوات طويلة حتى تولد بداخلي يقينا أنهم قد طمسوا معالم أنوثتها ومسخوها بصك عبودية ذكوري بحت لتأتي تلك الساحرة فتفك طلاسم ذلك الصك وتعتلي أعلى درجات الحرفية والتمكن والإبداع...وتنتهي المقطوعة الثانية ....وعلى الشاشة لم يخرج الجنين بعد.
"بين أمي وأبي" كانت المقطوعة الثالثة ...عزفتها إيمان حمصي بتجلي وأريحية وتفرد وامتزجت ألحان الرائعة فيروز مع نغمات سيدة الشرق أم كلثوم لتخرج لنا أعزب النغمات وفي الخلفية على شاشة العرض تابلوه راقص بديع يشرح قصة حب غاية في النعومة لتكون مسك ختام سهرة لا تنسى تستحق أن تسجل ضمن سهرات ليالي مهرجان القرين على مدي سنواته الثمانية عشر.
وفور إنتهاء الأمسية إعتلى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب م.علي اليوحة المسرح وكرم العازفة إيمان الحمصي وأهداها درع المهرجان.
يذكر أن عازفة القانون إيمان حمصي لفتت نظر الجمهور الفني اللبناني، حتى قيل أنها العازفة الاستثنائية والإولى في لبنان، وقد لقّبت بـ «سيدة القانون» لأنّ القانون تحت أصابعها يصبح آلة ساحرة، بما توقظ فيه أصابعها من أنغام وأحاسيس وأبعاد.
عرفت من خلال عزفها في فرقة أسطورة الشرق "فيروز"، فقد اختارت العزف منذ صغرها وبدأت تتعلّم أصول العزف على آلة القانون في سن السابعة في المعهد الوطني العالي للموسيقى، وحصلت على الدبلوم في العام 1991 بدرجة الامتياز في آلة القانون كما درست الهندسة المعمارية في الأكاديمية اللبنانية للفنون (البا) وتخرجت منها، لكنها أصّرت على استكمال مسيرتها في عالم الموسيقى مواجهة مجتمعها الشرقي الذكوري .

هناك تعليق واحد: