الأحد، 17 يونيو 2012

غادة العباسي


يجمعها قريبا عمل بأستاذها المهنا وأخر بعبد الرب إدريس
العباسي لـ"الدار": عبق الكويت فيها كما هي وتلقائيتي تغلبني وينقصني مدير أعمال
·       غادرت الكويت وانا صبية صغيرة في مرحلة الروضة تقريبا
·       أمي مصرية ووالدي أردني لذا فوجودي في مصر أمر طبيعي
·       الخوف كان يتملكني من تحكم شركات الإنتاج في شخصيتي وحياتي
·       متحفظة في ملابسي وأراعي مشاعر الجميع والثوب الذي إرتديته بدوي
·       دراستي للإثار جاءت بالصدفة وأهلي رفضوا فكرة دراستي للموسيقى
·        الكويت هي قبلة الفن على مستوى دول الخليج ومصر هوليود الشرق
ياسر صديق
غادة العباسي...بردائها العربي الأبيض إعتلت خشبة مسرح الدسمة لتكون مسك ختام مهرجان الموسيى الدولي فخطفت الأبصار...وبصوتها العذب غنت "صوت السهارى" فآسرت الأسماع...نظراتها الخجولة وابتسامتها العفوية العذبة كانتا جواز سفرها لقلب الحضور فتعالت كلمة "الله" بعد كل أغنيها تؤديها...بنت عائلة "العباسي" الأردنية والتي كانت نشأتها على أرض الكويت عادت بعد سنوات كمطربة واعدة بعد أن طافت البلدان العربية وحققت نجاحات هنا وهناك...كلثومية الهوى...ودوخية الصوت ...تتلمذت على يد الفنان الكبير يوسف المهنا فكانت نجيبة بحق...حفضت القرآن وجودته صغيرة فكان ذلك عاملا اساسيا سلامة مخارج حروفها وإنطلاق لسانها...الدار ألتقت غادة وكان هذا الحوار:

عدد السنوات الفاصلة بين مغادرتك الكويت صغيرة والعودة إليها وقت المهرجان ...؟
كثيرة فقد غادرت الكويت وانا صبية صغيرة في مرحلة الروضة تقريبا.
السؤال الذي راودك وانتي على أرض الكويت بعد كل تلك السنوات؟
كنت أتساءل...هل تغيرت؟ هل سأعرف شوارعها وطرقاتها أم أن الخريطة تغيرت وتشكلت بشكل جديد ...وحنين جارف يدفعني لأرى البيت الذي كنت أسكن فيه والشارع الذي عشت به ومدرستي وانا صغيرة....لكن دائما كنت أرى أن لكل بلد رائحة تميزها وعبق تعرف به وعبق الكويت فيها كما هي منذ تركتها.
ذهبتي إلى مصر صغيرة...ما السبب وراء ذلك؟
أنا دائما في مصر بحكم الأهل والنشأة وما لا يعرفه الكثير من الناس أن أمي مصرية ووالدي أردني لذا فوجودي في مصر أمر طبيعي ، وهذا "المكس" جعل لدي ثقافات مختلفة ولهجات مختلفة وكان هذا يوقعني في مأزق الحديث بأي لهجة؟ وكنت اظنها مشكلة في البداية لكن مع الوقت ادركت أنها ميزة.
طلتك العربية تجعل ملامحك تتحيز لكل البلدان العربية...هل استشعرت ذلك؟
هناك من يظنني مغربية أو لبنانية أو تونسية أو مصرية وهذا يسعدني للغاية وأتمنى أن يكون أحساسك هذا لدى الجميع فأنا أتمنى أن أكون مقربة من كل الوطن العربي.
صرحتي أنك نادمة على تسرعك في التخوف من  فكرة الإحتكار...هل ترين أن إستقلال القرار والاحتكار من الممكن أن يجتمعا؟
دعني أوضح لك هذا الأمر... لا أظن أن هناك شركة أنتاج تترك للمطرب الحرية المطلقة في إختيار الأغاني والملحنين والمؤلفين لكن يجب أن تكون هناك نقطة إلتقاء وتفاهم ، ولو تم فرض أمر على الفنان سيتعذر عليه أن يؤديها بحب ، وأنا الخوف كان يتملكني من شبح تحكم شركات الإنتاج في شخصية المطرب وحياته الشخصية ، وانا بطبيعتي أرفض هذا التدخل وأحب أن تبقى شخصيتي على طبيعتها ولهذا خفت...والسبب الأخر الدراسة ...ففي تلك الفترة كنت أدرس وعائلتي بطبيعتها متحفظة وهذه طبيعة عائلة "العباسي" وهناك توجس من عملي في المجال الفني وحتى هذه اللحظة أعمامي يهاتفونني وينصحوني بترك الغناء رغم أنهم مقتنعين بإلتزامي والحمدلله.
كان الأرتياح باديا على الوجوه في حفل ختام المهرجان لأنك راعيت الوقار في ملابسك....هل لمستي ذلك؟
أنا والحمدلله متحفظة في ملابسي وأراعي مشاعر الجميع والثوب الذي إرتديته هو ثوب بدوي أردني ، وحتى عندما تراودني فكرة أن ارتدي ملابس متحررة بعض الشيء أعود وأرتد إلى طبيعتي المتحفظة وانا لست من أنصار إستخدام الجسد للترويج عن الفن.
دراستك الأثار!!! لماذا لم تدرسي الموسيقى؟
دراستي للإثار جاءت بمحض الصدفة وأهلي كان لديهم رفض قاطع مانع نحو دراسة الموسيقى رغم أن عائلتي متذوقة للفن إلى حد بعيد فأمي رحمة الله عليها صوتها عذب للغاية وتغني أغنيات أم كلثوم بطريقة مدهشة ووالدي عاشق للموسيقار عبد الوهاب وفريد الأطرش وهو من عودني على السماع لبيتهوفن وأخوتي أيضا يجيدون العزف لكن مع ذلك رفضوا دراستي للموسيقى ، ورغم أنني كنت أرى أن الدراسة المبكرة ستفيدني على المستوى الفني لكن رضا عائلتي أهم بالطبع...ولك أن تعرف أن ميولي علمية وكنت أتمنى دراسة الطب لكن الظروف حالت دون ذلك...وانا بارعة في الكيمياء والفيزياء ووالدي جيولوجي قديم.

لاحظت انك من المطربات القلائل التي ليس لديها مدير أعمال...لماذا؟
تعاملت من قبل مع حوالي خمس مديرين أعمال لكن للأسف لم يكن الأمر موفقا...ورغم أنني لست قوية الذاكرة ولا أستطيع أن أجلس أسجل لنفسي مواعيد وكثيرا ما نسيت مواعيد هامة بسبب النسيان ، لكن تجربتي مع مدير الأعمال كانت فاشلة...فمنهم من يريد السيطرة ومنهم من يبالغ في طلباته المادية ومنهم من لا يفهم طبيعة مدير الأعمال بشكل صحيح وحاليا أعتمد على الأصدقاء المقربين ...والأمر الأخر أيضا أن ثقافة مدير الأعمال في الأردن ليست موجودة على أرض الواقع فنحن مجتمع قبلي لا يستسيغ هذا الأمر.
قلتي أن الوسط الفني أصبح ساحة حرب...هذا رأيك الذي إستشعرتيه أم تجربة مررتي بها؟
الإثنان...فهناك بعض الزملاء إدعوا على سبيل المثال أني مسافرة كي يقتنصوا حفل مني وهناك من يتقرب لمسؤول كي يقصيني من المشاركة في حدث هام ، وهذا شيء أتعبني ويتعبني.
أردنية ونشأتك كويتية ومصرية الإنتماء...هذا الخليط الثقافي خلق شخصية خاصة لك؟
بدون شك...فالكويت هي قبلة الفن على مستوى دول الخليج ومصر هوليود الشرق بدون منازع  وهناك في مصر مدرسة كلثومية ومدرسة عبد الوهاب ومدرسة عبد الحليم ووردة ، ووجودي في كلا البلدين في فترة زمنية من حياتي ساعد في تكون ثقل ثقافي وفني ونبع من التراث أفادني ولا شك وأنا عند وقوفي على خشبة مسرح الدسمة لأغني "هذه الكويت" كنت أغنيها وقلبي يرقص فرحا وحبا لهذا البلد الغالي.
هل تخيلتي أن تستمع ام كلثوم والدوخي وأنتي تغنين ما أشتهروا به؟
مجرد الفكرة تجعلني أقشعر خوفا ورهبة ولكن أحب أن أقول أن أن نقد منهم سيكون شرف كبير لي ويكفي أنه إقتطعوا دقيقة من وقتهم كي يستمعوا لما أغنيه، وعلى ذكر العظماء أحب أن أذكر أستاذي يوسف مهنا وبالمناسبة هو من لحن سامرية "ترى الليل" التي غنيتها في ختام المهرجان ، هو والدي واستاذي ويعرف عائلتي وشجعني كثيرا وكان دائما بجواري ورغم أني أبتعدت عن الوسط لفترة إلا أنني عند عودتي ساعدني وهو ككويتي يعرف جيدا ماذا يريد الجمهور الكويتي أن يسمع وأنا أدين بالفضل له في كل ما أنا فيه .
البلد التي لم تزوريها وتتمني الغناء فيها؟
أتمنى الغناء للعرب المغتربين في أوروبا وأمريكا .
كان هناك مشروع مع المغنية الأيطالية سوزانا..كيف انتهى الأمر؟
كان هناك مشروع مشترك لدويتو يجمعنا لنغني أغنية اسمها "أنا منك" باللغات الإنجليزية والايطالية والعربية ونصورها بشكل عالمي لكن مشاكل إنتاجية أيطالية حالت دون نجاح المشروع.
الجوائز التي حصلت عليها أوقعتك في أزمة صعوبة الإختيار؟
بطبيعتي أملك جرأة الإختيار والمغامرة حتى لو استشعرت أن هناك مقدار من الفشل فعلى سبيل المثال قدمت برنامج تلفزيوني من قبيل المغامرة وعرض علي تقديم نشرة أخبار وعروض تمثيل.
غادة العباسي تلقائية بطبعها؟
نعم لأن التصنع لا يصنع فنانة قريبة من الجمهور والكاميرا لا تحب التصنع بل اترك نفسك على سجيتها لتكون أفضل.
هل الغناء للسلطة يكون من باب الحب الحقيقي أم هو تكليف؟
أكيد بالحب وأنا غنيت للملك عبدالله لأننا كشعب أردني نحب مليكنا وإذا كنت غنيت لحاكم أخر فهذا يكون من باب المجاملة للبلد المضيف ، ولكم كنت سعيدة عندما أشاد جلالة الملك عبدالله بصوتي.
ماذا بعد مهرجان الموسيقي الدولي؟
هناك عمل يجمعني قريبا بأستاذي يوسف المهنا وأغنية من ألحان القدير عبد الرب إدريس.
هل من كلمة تريدين قولها في ختام الحوار؟
أتمنى أن يسود الحب أكثر وأن يتم تطويع القلب أكثر في العلاقات الإجتماعية على كل المستويات...ضقنا ذرعا من المصالح وتجارة المشاعر ...اشتقنا إلى صدق الماضي  ، أحبوا بعضكم يرحمكم الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق