الأحد، 14 أكتوبر 2012

مسرحية مندلي


ندوة وعرض وجلسة نقاشية
"مندلي" ...عندما يغزل التركماني نسيجا رائعا للقهر والديكتاتورية
·       الكاظمي : أرجو من المجلس مراجعة إستبعاد الفرق الخاصة
·       الحملي : شكرا علي الطعنة التي جاءت من الخلف
·       الجلسة النقاشية كانت بمثابة حفل إستقبال لعبدالله التركماني...المخرج
ياسر صديق
ندوة وعرض مسرحي وجلسة نقاشية...تلك كانت فعاليات اليوم الخامس لمهرجان أيام المسرح للشباب 9 ، البداية كانت مع ندوة أقامها المركز الإعلامي تحدث فيها مدير فرقة الجيل الواعي عصام الكاظمي ومؤسس فرقة باك ستيدج جروب الفنان محمد اللحملي وأدار الندوة الصحفي فالح العنزي.

قرار واستهجان
إستهل عصام الكاظمي حديثه بإعلان إستهجانه من تصرف القائمين على المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب إذ إستبعدت فرقة الجيل الواعي من قبل المجلس لأول مرة في تاريخها عن المشاركة في مهرجان الكويت المسرحي "المحلي" معلقا بالقول :" من المرجح أن الإستبعاد جاء معاقبة للفرقة على عروضها المميزة وما حققته من جوائز وهذا مؤشر سلبي وخارق للائحة المهرجان التي على مشاركة الفرق الخاصة (المسابقة مفتوحة للفرق المسرحية الأهلية والنوعية والخاصة) ونتمنى على الأمين العام أن يعيد النظر في هذا الموضوع آملين في حكمته لأن المجلس مهمته رعاية الفنون ودعمها وخاصة الطاقات الشبابية وليس إقصاءها".
وعن مسيرة الجيل الواعي في المجال المسرحي ، التي انطلقت منذ عام 2005 ، قال الكاظمي أنه عشق المسرح منذ الطفولة وخاض تجربة ورش مسرحية في عام 2001 الي جانب طرح أعمال مسرحية منها "حلم السمك العربي" وتوالت المشاركات في عدة مهرجانات مثل مهرجان المسرح التجريبي ، مبينا أنه قام مع الفنان عبدالله التركماني والدكتور حسين المسلم لإنشاء فكرة تأسيس الفرقة في عام 2004 .
وأضاف الكاظمي :" بعدها قمنا بإشهارها رسميا في العام التالي ، وكانت أولي مشاركاتنا في الدورة الخامسة في مهرجان أيام المسرح للشباب خلال مسرحية "قاع" ،وتمتلك الفرقة رصيدا وافر من المشاركات والجوائز ، حيث لدينا قرابة 24 مسرحية "قاع" والفوز في 55 جائزة الي جانب التواجد في مهرجانات مسرحية كثيرة منها الخرافي والمهرجان المحلي وصيفي 2006 ، كذلك التواجد في مهرجانات خارج دولة الكويت في الإمارات ولبنان والسعودية والشارقة ، كما قدمنا عدة تجارب مسرحية مثل "سوق الجمعة" ، "الحفرة" ، "سأفقد عقلي" ، "الفارس وأميرة الغابة" .
من جانبه استعرض الفنان محمد الحملي مؤسس فرقة "باك ستيدج جروب" مسيرة الفرقة ، فقال أن الفكرة تولدت لديه منذ أن كان عمره 16 عاما كونه يحب المسرح في ظل الظروف الأسرية التي أحاطت فيه لكنه أستطاع إقناعهم في دخول مجال الفن.

لغط وتوضيح
وأضاف الحملي أن الفرقة قدمت عدة مشاريع مسرحية ومشاركات وأوبريتات نالت النجاح الي جانب عدة تجارب مسرحية كانت آخرها مسرحية "لولاكي 3" ، هذه الأعمال كنت راضيا عنها تماما ، مؤكدا أن هناك لغط تردد حول خلافي مع أحد الزملاء السابقين في الفرقة ، فهناك فنانين تدخلوا لإعادة المياه لمجاريها بينا ، كان جوابي لهم أن لديه شرطه الأساسي الجلوس مع هذا الزميل في طاولة واحدة يحضرها الفنانون وأمام الناس لنضع النقاط الحروف وأوجه له ثلاث أسئلة إن أجاب عنها فسوف ينتهي كل شيء ، إلا أن الحملي أعرب عن أسفه لما جري موجزا إياه في عبارة واحدة هي "شكرا علي الطعنة التي جاءت من الخلف" .

مندلي
عقب الندوة قدمت فرقة الجيل الواعى مسرحية "مندلى" فى اطار المسابقة الرسمية للمهرجان تأليف جواد الاسدى واعداد واخراج عبد الله التركمانى والاشراف العام للدكتور حسين المسلم بطولة حمد اشكنانى وضارى عبد الرضا وعلى الششترى وتحرير الزامل .


"مندلي" وهو اسم الشخصية الرئيسية في العمل وهو أيضا اسم بلدة عراقية متاخمة لكردستان العراق وتقابل دولة إيران من جهة أخرى ، هو ذلك المجند الذي يعبر عن آنات المقهورين في كل العالم ، هو ذلك الفتي المعذب بقهره وعجزه أمام جبروت قائده الذي يأبى أن يتركه معززا بكرامته بل ويمتد بصره إلى زوجته آيضا ويشاركه فيها.
الإزداوج بين الحاضر والماضي وما هو كائن وما قد كان قد من أبدع الأدوات المسرحية التي إستخدمها التركماني خاصة في المشاهد التي تتردد كلماتها على لسان "مندلي" ضعيفا وفي الماضي عندما كان أقوى وأشد عزما.
الموسيقى ومشهد الفرقة العازفة في الخلفية آضاف على المشهد ألقا وإبداعا وتناغما ، وعذبنا الضابط المتجبر بضحكاته ورقصه والذي يحمل في داخله قهر من نوع أخر ....آسرتنا ماريا بصوتها المذبوح حتى وإن قبلت أن تبيع نفسها.

حمد آشكناني "مندلي" الذي عرفته كوميديانا من النوع الثقيل أبهرني بأدائه التراجيدي الآخاذ ، أما الضابط المتجبر ضاري عبد الرضا فدوره الذي آداه بتمكن وتلقائية جعلته ندا قويا وصادقا لآشكناني وقدرته على الكوميديا لا تقاوم.

تحرير الزامل دورها يعتبر بداية لبطلة عروض قادمة أما عبد الله التركمان ذلك الممثل الموهوب فقد دشن بتلك المسرحية أولى خطوات مشواره كمخرج فذ له لغته المسرحية المتفردة.

جلسة نقاشية
عقب المسرحية عقدت ندوة تطبيقية لمناقشة العرض وكان المعقب الرئيسي فيها د. جاسم الغيث من المعهد العالي للفنون المسرحية وادارها المذيع وليد الدلح. واستهل د. جاسم حديثه عن المسرحية، بالقول: نص "مندلي" مقتبس وقام مؤلفه جواد الاسدي بعملية استلهام الشخصية المحورية وقدم قصة تحمل معاناة الانسان العربي.

وتابع الغيث: ما شاهدناه في " مندلي" ليس تاليف جواد الاسدي وانما اعداد واخراج متميز للتركماني، والذي جعل الاداء التعبيري للمثلين يطغى على الكلام فسادت الاجواء الشاعرية.
وتحدث بعد ذلك مجموعة من الزملاء النقاد منهم شريف صالح وعبد المحسن الشمري ومحمد عبد الرسول بالاضافة الى الفنان ابراهيم بوطيبان والكاتبة القديرة عواطف البدر والاعلامي بدر الدلح والطالب ذكي ابراهيم وحنين هشام مشيدين بتجربة عبد الله التركماني والسينغرافيا المستخدمة في المسرحية واختلافها عن العرض الاول عندما قدمها التركماني كمشروع تخرج في المعهد المسرحي، مؤكدين ان العمل خاطب الاعماق البشرية وكان متناغما وناضجا جدا.
وهاجم د. دخيل الدخيل التركماني إغراق النص بالعراقية قائلا: النص الاصلي لجواد الاسدي لا يوجد فيه ما يشير الى العراق وكان يحكي عن الطغاة والظالمين في العالم، وقد سحبه المخرج الى مكان لسنا في حاجة اليه كجمهور، مستكملا: للتركماني جهده الذي لا ننكره لكن ارى انه لم يوفق في اختيار النص.


شرح الصور:
1.   مندلي المعذب خيالات القهر لا تتركه
2.   القائد الديكتاتور والرقص حتى العذاب
3.   المخرج عبد الله التركمان يحيي الجمهور
4.   الدلح والغيث أثناء الجلسة النقاشية
5.   مندلي وجلسة مكاشفة بين وبين ماريا
6.   ندوة فرقة الجيل الواعي وباك ستيدج جروب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق